قالت صحيفة “لوفيغارو” إن الهدنة التي طال انتظارها من قبل المدنيين بغزة، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، لم تتح لهم سوى القليل من الراحة بعد 7 أسابيع من القصف المكثف، ولكن الوضع لا يزال يائسا كما كان.
وأوضحت الصحيفة –في تقرير بقلم مراسلها في القدس غيوم دي ديولوفو- أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة خلال اليومين الماضيين لم ترحم الخيمة الخربة المصنوعة من المتوفر في خان يونس، حيث لجأت أم مع أطفالها الستة إلى باحة إحدى مدارس الأونروا، تحت القماش المشمع الذي مددوه فوق بضعة قضبان خشبية مهترئ يرفرف بفعل الريح، ولا يمنع قطرات الماء من التهاطل من خلاله.
وهنا تمتد الطوابير “لأكثر من كيلومترين، حيث ينام الناس هناك طوال الليل”، على أمل الحصول على أسطوانة غاز، يقول أوتشا “هناك تقارير تفيد بأن الناس يحرقون الأبواب أو إطارات النوافذ من أجل الطهي”، و”بشكل عام، نحن المواطنين لم نستفد سوى توقف القصف والهجمات. على الأقل ننام بسلام”، كما تقول المعلمة أسماء أبو صيام من خان يونس.
نقص الوقود
وأعلنت الأونروا أنها حصلت على 268 ألف لتر من الوقود خلال يومين، وتمكنت نحو 250 شاحنة من دخول الأراضي الفلسطينية بين يومي الجمعة والاثنين، وأحضرت معها الطعام ومياه الشرب والخيام والبطانيات والأدوية والبنزين، لكن ذلك مجرد قطرة في محيط، مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية المستمرة، وقد “تم توزيع البنزين للمساعدة في توزيع المواد الغذائية، وتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وشبكة المياه والملاجئ”، ولكن ذلك في الجزء الجنوبي من قطاع غزة فقط.
تقول تحرير النقلة القادمة من حي الشجاعية في مدينة غزة، والتي وجدت ملجأ لها مع نحو 3000 شخص في مدرسة الأونروا “حصلنا هذا الصباح على علبة من الحمص وأخرى من السردين”، وتضيف “زوجي عامل. لم يعمل منذ بداية الحرب، وليس لدينا المال. الحياة صعبة حقا. ليس لدينا سرير ولا بطانيات ولا ملابس دافئة للأطفال. إنهم مرضى وليس لدي دواء لعلاجهم”.
جوناثان: التكلفة الحقيقية لهذا الصراع ستقاس بعدد أرواح الأطفال المزهوقة
ويقول المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في فلسطين جوناثان كريكس إن الأطفال هم أول ضحايا هذه الحرب، حيث قتل نحو 6 آلاف طفل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن “التكلفة الحقيقية لهذا الصراع ستقاس بعدد أرواح الأطفال”.
وختم الكاتب بأن وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن الأطفال تمكنت خلال الهدنة، من إيصال المعدات الطبية إلى المستشفيات في شمال قطاع غزة التي كانت لا تزال تعمل، ومع ذلك تشعر اليونيسيف بالقلق من انتشار الأمراض الناجمة عن استهلاك المياه غير الآمنة، ومن الصدمة النفسية أيضا على المدى الطويل.