قالت لوموند (Le Monde) الفرنسية إن تدفق اللاجئين والتداعيات الاقتصادية للعنف المتجدد في السودان -منذ أبريل/نيسان- يزعج الجيران في مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان، خاصة أن كل محاولات الوساطة الدولية ومؤتمرات القمة المتتابعة فشلت ولم تسفر عن أي حل تفاوضي أو وقف دائم لإطلاق النار.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم إليوت براشيه- أن اجتماع القاهرة الأخير الذي حضره 6 من قادة دول الجوار، فشل أيضا، وقال المشاركون فيه إنهم “قلقون من تدهور الوضع” وشددوا على أهمية “منع تفتيت البلاد” دون التمكن من وضع خطة لإنهاء الأزمة بين المتحاربين الذين لا يقبل أي منهم سوى الانتصار التام على خصمه.
وحتى الآن -كما تقول لوموند- استغل المتحاربون الهدن المتعددة التي تم التفاوض عليها في جدة لإعادة تنظيم قواتهم ومواصلة انتهاكاتهم ضد السكان، حيث قتل خلال 3 أشهر من الصراع أكثر من 3 آلاف مدني وتشرد أكثر من 3 ملايين شخص، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
وبعد تعليق مفاوضات جدة وعدم تقدم “خطة التهدئة” التي وضعها الاتحاد الأفريقي، أمسكت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) بملف القضية ولكن اقتراحها -نشر قوة فاصلة في السودان من شرق أفريقيا- قوبل بالرفض على الفور من قبل الجيش السوداني الذي اعتبر أن أي تدخل خارجي سيعتبر “عدوانا واعتداءً على سيادة البلاد”.
وساطات متنافسة
ترى خلود خير من مؤسسة مركز الأبحاث “Confluence Advisory” أن “المنافسة بين المبادرات المختلفة تطرح مشكلة، حيث يمكن لكل من الجيشين أن يدعي أنه يدعم إحدى الوساطات المتنافسة، موضحة أن هذه ليست حربا بالوكالة، لكنها صراع له تداعيات إقليمية عميقة، وإن أي دعم إن وجد، لن يكون كبيرا بما يكفي لتغيير مسار الحرب” خاصة أن تعدد المبادرات يفشي التباين بين مصالح الجيران المتنافسين.
ومع تعثر الصراع، تحاول القوات المسلحة استمالة حلفائها القدامى، وإحياء العلاقات التي أقيمت في ظل نظام عمر البشير مع موسكو أولا حيث التقى مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بسيرغي لافروف، ومع إيران أيضا، حيث التقى وزير الخارجية السوداني نظيره الإيراني بأذربيجان، كما يحاول الجيش كسب دعم تركيا.
أما قوات الدعم السريع من جانبها، فتعتمد باستمرار -كما تقول الصحيفة- على دعم الإمارات التي تستغل المماطلة الدولية لمواصلة دعمها الخفي عبر الحدود المحيطة بدارفور، حيث تلقت هذه المليشيات التي تدير طرق التهريب الوقود والغذاء من ليبيا والمناطق التي يسيطر عليها اللواء المتقاعد خليفة حفتر المقرب من أبو ظبي.