أثار قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي فريقا إغاثيا لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، بغارة جوية في دير البلح وسط قطاع غزة، غضبا واستياء كبيرين في منصات التواصل، خاصة مع استمرار ارتكاب تل أبيب المجازر الدموية.
وتملك المنظمة -التي أعلنت إيقاف عملياتها مؤقتا وفورا إثر الحادثة- 60 مطبخا في جنوب قطاع غزة ووسطه، وتوزع مئات آلاف الوجبات الغذائية يوميا على النازحين الفلسطينيين.
واستهدفت الغارة الإسرائيلية عمال الإغاثة عندما كانوا يغادرون بسيارات مصفحة مستودعا في دير البلح، بعدما فرغوا أكثر من 100 طن من المساعدات الإغاثية، علما أن القصف تم رغم تنسيق الفريق المسبق مع الجيش الإسرائيلي.
وأدى القصف على سيارات الفريق الإغاثي إلى مقتل 7 أفراد من فريق المطبخ المركزي العالمي يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا وكندا، وسائقهم الفلسطيني.
انتقادات واسعة
واعتبرت المديرة التنفيذية للمنظمة إيرين غور ما حدث “هجوما على المنظمات الإنسانية، التي تظهر في أسوأ المواقف، حيث يُستخدم الغذاء كسلاح حرب، وهذا أمر لا يغتفر”.
بدوره، طالب مؤسس منظمة المطبخ المركزي العالمي خوسيه أندريس الحكومة الإسرائيلية بوقف القتل العشوائي في غزة، وتوقفها عن فرض قيود على المساعدات الإنسانية وعن قتل المدنيين وعمال الإغاثة والكف أيضا عن استخدام الغذاء كسلاح.
ودان مفوض السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الحادثة، وشدد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن، الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية، وتعزيز حماية المدنيين على الفور.
من جانبه، قال رئيس الحكومة الأسترالية أنتوني ألبانيز إن بلاده طلبت من إسرائيل محاسبة كل شخص مسؤول عن قتل طاقم الإغاثة الأجنبي، ومن بينهم مواطنته زومي فرانكوم، وسائقهم الفلسطيني.
ما وراء القصف؟
وأحدثت الواقعة ضجة كبيرة في المنصات الاجتماعية -وفق رصد برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2024/4/2)- حيث استهجن مغردون مواصلة ارتكاب إسرائيل المجازر في القطاع من دون محاسبة أو عقاب، في حين اعتبرها البعض محاولة لحرف الأنظار عما حدث في مستشفى الشفاء الطبي غربي غزة.
وفي هذا السياق، تساءل أمين قائلا “هل سيستمر المجتمع الدولي في تجاهله لهذه الوحشية؟ أم أن هذا الاعتداء الجبان يندرج ضمن قاعدة: من أمن العقوبة أساء الأدب”.
وسار يونس في الاتجاه نفسه متسائلا عن طبيعة الصواريخ المستخدمة في القصف الإسرائيلي، وقال “ما هذه الأسلحة التي يستعملونها؟! لم تفجر السيارة، بل اخترقتها فقط وقتلت من فيها”.
ورأى نحال أن ما حدث نتيجة لتخبطات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إنه “يرقص رقصة الديك المذبوح، يتخبط يمينا وشمالا، مع فشل عسكري وفشل إعلامي وصحوة عالمية ضد الحرب والصهيونية”.
بدورها، اعتبرت منار قصف الفريق الإغاثي بمثابة “محاولة لصرف انتباه الرأي العالمي والإعلام عن مجزرة الشفاء، وهول المشاهد (القادمة) منها، وقرار (إسرائيل إغلاق) الجزيرة، لتبدأ الدول الأوروبية والشعوب بالأخذ والعطاء حول سبب القصف بين مدافع أنه خطأ وبين معارض”.
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن فتح تحقيق معمق على أعلى المستويات لفهم جميع ملابسات الحادث، معترفا بأن الحادث المأساوي وقع نتيجة ضربة للجيش.