قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن غزة هي مدينة الأنفاق العنكبوتية، وإن اكتشاف بعضها -كما كشف جيش الاحتلال- لا يعني شيئا ولا يمثل إلا قدرا يسيرا نظرا لتعدد أنواعها ومهامها فضلا عن عددها وطولها الكبيرين.
وبين الدويري -خلال تحليله العسكري لقناة الجزيرة- أنه من الطبيعي أن يعثر جيش الاحتلال على بعض فتحات الأنفاق عند دخوله إلى منطقة ما بعد قصف مكثف وأحزمة نارية.
وتابع متسائلا “ماذا بعد؟ هل سيقود النفق المكتشف إلى عمق شبكة الأنفاق أم سيتم قطعه عند نقطة ما؟” قبل أن يجيب بأن اكتشاف فوهات الأنفاق لا يفضي لاكتشاف الشبكة العنكبوتية في قطاع غزة.
وأكمل موضحا أن الجيش الإسرائيلي سيكتشف أن جزءا من هذه الأنفاق “مدمر” متوقعا إقدام مقاتلي المقاومة الفلسطينية على تدمير فوهات أنفاق عند تأكدهم بأنها لن تقدم أي دور عملياتي، كما توقع أن أي عملية تفجير فوهة نفق “ستكون متبوعة بتفجير داخلي”.
ومع ذلك، يوضح الخبير العسكري أنه إذا تم تحديد فتحات أنفاق وكانت موصولة بأنفاق أخرى “فسيحد وقتها من قدرة القوات المدافعة على المواجهة والمناورة بالمنطقة ويضيق الخيارات أمامها”.
وبحسب ما توفر من معلومات، يقول الدويري إن هناك 1300 نفق موجود في قطاع غزة من بيت حانون شمالا حتى رفح جنوبا، وإن اكتشاف 10 أو 100 نفق لا يعني شيئا.
وأضاف أن طول أنفاق غزة يقدر بـ500 كيلو متر استنادا لتصريحات قادة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشيرا إلى أنها شبكة عنكبوتية وبعضها أنفاق هجومية لها مهمة معينة، مثل النفق المكتشف قرب معبر بيت حانون والذي استخدم بعملية “طوفان الأقصى”.
وحول دلالات إرسال كتيبة هندسة لقطاع غزة، يوضح الخبير العسكري أن جيش الاحتلال يمني النفس باكتشاف شبكة الأنفاق لأنها تضم قادة كتائب القسام والمقاومة “أملا بالوصول إلى أجزاء كبيرة منها” في إطار الأهداف العسكرية التي وضعها للحرب الحالية.
يُذكر أن جيش الاحتلال زعم -في بيان- السيطرة على مربع وسط مدينة غزة “يشمل شبكة أنفاق متشعبة تربط بين شقق الاختباء، والدواوين، والمكاتب والشقق التي كان يسكنها مسؤولو حماس”.