قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن قصف كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- موقعا عسكريا إسرائيليا شرقي مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة) يحمل دلالات بالنسبة للتوقيت وطبيعة المكان.
وأوضح الدويري -خلال تحليله المشهد العسكري في غزة- أن استمرار إطلاق الصواريخ يثبت أن الاحتلال لم يسيطر على أي منطقة وإنما يدخل مناطق القطاع “لقتل المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء”، مضيفا أنه لا يمكن للجيش الإسرائيلي هزيمة المقاومة في غزة.
وحول طبيعة المكان، قال الخبير العسكري إن 3 فرق عسكرية إسرائيلية تعمل جنوب وادي غزة، إضافة إلى تحليق مئات الطائرات المسيرة، وهو ما يدفع للتساؤل حول كيفية نجاح المقاتلين في إطلاق الصواريخ.
ولفت إلى أن المهارة تكمن في إمكانية الوصول وإطلاق الصواريخ من موقع متقدم شرقي رفح، إذ تعتبر صواريخ “رجوم” التي أطلقت “صواريخ قصيرة المدى وتستهدف مناطق معينة”.
وفي وقت سابق اليوم، بثت القسام مشاهد من قصف مقاتليها قوات الاحتلال بموقع صوفا العسكري شرقي رفح جنوبي القطاع بدفعتين صاروخيتين من طراز “رجوم” عيار 114 مليمترا.
وكشفت القسام أن إطلاق الصواريخ جرى في الثاني من أغسطس/آب الجاري، وجاء تخليدا لروح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران.
وأشاد الخبير العسكري بإطلاق الصواريخ في ظل ظروف ميدانية معقدة، مبينا أنها تطلق من قواعد متحركة وليست ثابتة؛ خشية معرفة مكان انطلاقها واستهداف القاعدة الثابتة أو الأنفاق التي أطلقت منها.
وأضاف أن عملية إطلاق الصواريخ تستغرق ساعات طويلة لكشف المكان الملائم وإطلاقها في توقيت مناسب يخلو من تحليق طائرات مسيّرة أو قوات أرضية معادية بالقرب من المكان.
وخلص إلى أن إطلاق الصواريخ مر بمخاض صعب بدءا من نصب القواعد المتحركة وصولا إلى عملية الإطلاق ذاتها على دفعتين.