أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال عدد كبير ممن سمتهم “المتعاملين” مع جهاز الموساد الإسرائيلي، في ظل تزايد الهجمات بمسيّرات انقضاضية صغيرة من داخل البلاد على شخصيات علمية بارزة ومنشآت إيرانية.
وعملت إسرائيل على هذا الملف منذ مدة طويلة -وفق مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز- خاصة أن إيران بلد مترامي الأطراف يمتد على مساحة جغرافية واسعة، ولديه حدودا مع دول مجاورة كثيرة.
ووفقا لفايز، فإن هؤلاء العملاء “إيرانيون، وليسوا إسرائيليين”، لافتا إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون عددهم كبيرا بالنظر إلى أن إيران دولة يقترب عدد سكانها من 100 مليون نسمة.
وبناء على هذا الوضع، فإن تهريب هذا النوع من المسيّرات “ليس صعبا” في ظل “حرب خفية في الأماكن الرمادية” بين تل أبيب وطهران، مما يشكل تحديا كبيرا للسلطات الأمنية الإيرانية.
وذكرت مصادر للجزيرة أن إيران ذاهبة للسيطرة على هذه القضية، إذ ستعود قوات التعبئة “الباسيج” إلى المدن الإيرانية وستنصب حواجز داخلها وعلى أبوابها فقط لإيقاف نوع معين من السيارات والتعامل معها.
وكانت السلطات الإيرانية قد طلبت من المواطنين الإيرانيين الانتباه إلى نوع معين من السيارات -موديل بيك آب- استخدمها عملاء الموساد في إطلاق المسيرات التي استهدفت مواقع حساسة وشخصيات مهمة بالبلاد.
كما طلبت السلطات من المواطنين الإبلاغ عن أي اشخاص مشبوهين، او أمور يشتبهون بأنها غير طبيعية.
مهام خلايا الموساد
وتعمل خلايا الموساد على تهريب طائرات مسيّرة انتحارية صغيرة تحمل لاحقا على سيارات “بيك أب” مفتوحة من الخلف وتغطى، وتنتقل في أرجاء مختلفة من البلاد، وفي لحظة ما يرفع الغطاء لتنفيذ المهام الموكلة إليها، وفق فايز.
وتنحصر مهام هذه المسيّرات في تنفيذ اغتيالات لعلماء نوويين، وضرب أجهزة الرادار ومعدات لها علاقة بالدفاع الجوي، وكذلك مهاجمة منشآت تابعة للدولة الإيرانية مثل استهداف مبنى وزارة الخارجية، حسب فايز.
وبشأن ملاحقة هذه الخلايا، ذكر فايز أن السلطات الإيرانية أعلنت اعتقال 21 مجموعة مختصة بهذا النوع من التهريب خلال العام الماضي.
وفي هذا الإطار، قالت قيادة الشرطة في أصفهان (وسط إيران) إن قوات الأمن ضبطت ورشة لتصنيع المسيّرات في أطراف المدينة، واعتقلت 4 أشخاص، كما أعلنت السلطات الأمنية الإيرانية اكتشاف مصنع على أطراف طهران لتصنيع المسيرات.
وفي السياق نفسه، قالت السلطات الإيرانية إن بعض عملاء الموساد بدؤوا مؤخرا بإشعال إطارات عجلات السيارات في بعض شوارع المدينة، لإيهام الناس وإثارة رعبهم بأن الدخان الأسود المنبعث من الإطارات هو نتيجة لهجمات إسرائيلية.
وتسببت العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بفتح “باب الإغراء” لتجنيد أشخاص “ليسوا على إطلاع دقيق بما يفعلون، أو أنهم يعملون لمصلحة الموساد”، حسب مدير مكتب الجزيرة في طهران.
وفجر الجمعة الماضية، بدأت إسرائيل حربها على إيران بضربات واسعة النطاق، وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ومنظومات الدفاع الإيرانية وقادة عسكريين بارزين، مؤكدة أنها “بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي”.
وامتدت الاغتيالات الإسرائيلية إلى رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وغيرهما.
بدورها، ذكرت وكالة رويترز أمس الأحد أن 14 عالما نوويا إيرانيا -على الأقل- قُتلوا منذ يوم الجمعة، بعضهم في تفجيرات بسيارات ملغومة، وذلك بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي اغتياله 9 علماء وخبراء بارزين منخرطين في المشروع النووي الإيراني.