ذكر تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي أن الكرملين يرى في تصرفات مقاتلي فاغنر وزعيمها يفغيني بريغوجين طعنة غادرة لن تنسى أبدا، موضحا أن الاضطرابات الداخلية تهدد استقرار الدولة أيا كان من يقف خلفها.
ونقل “نيوز ري” عن المحلل العسكري ميخائيل أونوفرينكو قوله إن الأحداث الجارية تشبه إلى حد كبير ما وقع عام 1917 عندما أطاح مقربون من السلطة بالإمبراطور نيقولا الثاني، مشيرا إلى أن رغبة بريغوجين في إدخال تغييرات جذرية على هرم النظام جلية للعيان.
وأضاف أونوفرينكو أن زعيم فاغنر بالغ في تقدير دوره في التاريخ، معتقدا أن الثورة دائمًا ما تقود نحو الأفضل، لكنه تناسى أنها تدمر أجيالا كاملة من الناس، نظرا لأن عدم القدرة على تغيير نظام السلطة بسرعة يجعل وضع البلاد صعبا.
استغلال
وأشار أونوفرينكو إلى أن المتمردين يستغلون استياء قطاع من المجتمع من الإصلاح البطيء لسلطة الدولة للإقدام على مثل ما قام به بريغوجين، مبرزا أن تاريخ روسيا يزخر بعشرات القصص المتشابهة التي تنتهي كل مرة بشكل أسوأ، على غرار ما حدث عام 1917، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1993، وفي أثناء الأحداث الأوكرانية عام 2014.
من جهته، يرى مدير مركز الدراسات الأوروبية الآسيوية فلاديمير كورنيلوف أن بريغوجين ظل يتشدق بحب الوطن الأم، لكن تحت ستار حب الوطن ارتكب هفوات من شأنها أن تؤدي إلى انهيار الدولة.
ويلفت كورنيلوف إلى التشابه بين تصرفات بريغوجين وحدث آخر وقع عام 1917، وهو انتفاضة الجنرال لافر ضد الحكومة المؤقتة، حين نفذ الضباط الذين أطلقوا على أنفسهم لقب الوطنيين انتفاضة، متوجهين نحو العاصمة للإطاحة بالحكومة الشرعية ورغم النجاح في قمع التمرد، فإن ذلك أدى إلى اندلاع حرب أهلية.
وذكر أن تاريخ الاتحاد السوفياتي يزخر بأمثلة لأشخاص اختاروا في البداية التضحية من أجل الوطن واعتُبروا بذلك أبطالا، لكنهم ارتكبوا بعد ذلك أفعالا صنفتهم ضمن الخائنين، مشيرا إلى أن الأمر ينطبق على وحدات شركة فاغنر.
تأثيرات
ووفقا لأونوفرينكو، من الضروري أن يفهم المشاركون في التمرد أن تصرفاتهم لا تهدف إلى إصلاح روسيا بقدر ما أنها تصب في مصلحة العدو.
من جانبه، أعرب كورنيلوف عن أمله في حل المشكلة من خلال المفاوضات، معلقًا آمالا على عودة مقاتلي الشركات العسكرية الخاصة العاديين إلى صوابهم كونهم يعدون فقط جزءا من هذا التشكيل ولا يهدفون بالأساس لمحاربة روسيا.
ونقل التقرير عن الأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد بروسيا مارات بشيروف قوله إن القضية الرئيسية المتعلقة بوحدات فاغنر تتمثل في الشرعية، مضيفا أنه سمح لهم بالعمل خارج روسيا والقتال من أجلها، لكن بعد اكتساب شعبية بدؤوا في تجاوز الحدود عن طريق استخدام القوة.
أما كورنيلوف، فأكد أن الاستعانة بالشركات العسكرية الخاصة داخل البلاد لها تداعيات خطيرة تختلف عن تلك التي تنتج عن اللجوء إلى مساعدتها خارج تراب البلاد.