بين الاستقرار والانفجار
أفرزت الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان والتصعيد مع إيران وفي اليمن وسقوط النظام في سوريا مشهدا جديد للإقليم.
ويرى محللون أن إيران كانت “الخاسر الأكبر” في “مواجهة العام” بعد إضعاف أذرعها وحلفائها من قبل إسرائيل أو انهيارهم كما حصل في سوريا، وهو ما سيجعلها معزولة أمام التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن هجوم عليها باعتبارها “رأس محور المقاومة”.
ويعتقد محللون أن طهران -التي فقدت جزءا كبيرا من نفوذها وأوراقها في المنطقة إن لم تكن قد خرجت منها- أمام خيارات صعبة عام 2025 تتراوح بين مواصلة “لعبة حافة الهاوية” مع إسرائيل مع مخاطر نشوب حرب كبرى بالمنطقة أو القبول بصفقة غير مضمونة تتنازل بموجبها عن طموحاتها النووية، خصوصا وهي في حالة ضعف، أو اللجوء إلى خيار تصنيع السلاح النووي، وهو الخط الأحمر الذي لن تقبل به إسرائيل ولا الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2025 يرجح أن يأمل نتنياهو في نيل الضوء الأخضرالأميركي للمضي في الضغوط القصوى على إيران، والدعم لسياساته الاستيطانية وحربه في غزة والبقاء في الأراضي التي احتلتها مؤخرا في سوريا ومزيد التصعيد ضد الحوثيين في اليمن.
وتنظر إسرائيل بقلق بالغ وحيرة إلى جبهة الإسناد التي فتحها الحوثيون ضدها في البحر الأحمر، ثم تصاعد ضرباتهم الصاروخية التي طالت مدنا ومرافق إسرائيلية، وفشلت تل أبيب في اعتراض العديد من الصواريخ والمسيّرات، كما فشلت في ردع الحوثيين بهجومين مباشرين على الحديدة وصنعاء.
وبالنسبة لنتنياهو، تبقى “الجبهة اليمنية” هي الحلقة الأخيرة الساخنة ضمن “حزام النار”، وهو ما قد يجعلها محور تركيز إسرائيلي وأميركي أيضا خلال عام 2025، في ضوء تهديدات إسرائيلية بتكثيف الهجمات وربما التدخل مباشر بإسناد أميركي.
ويبحث نتنياهو عما يسميه “نصرا كاملا” خلال سنة 2025 ضمن الأهداف الرئيسية التي يتقاسمها مع اليمين الإسرائيلي بتغيير شكل الشرق الأوسط بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة، وإعادة الاستيطان في قطاع غزة، ومهاجمة إيران وإنهاء برامجها النووي، لكنه يبقى بحاجة لتأييد من الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب الذي لم تتضح سياساته في المنطقة بعد.
ويرى محللون أن عودة ترامب وسياساته وتوجهاته ستعد “حجر الرحى” في تشكيل المشهد الجديد بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، وفي تذكية الصراعات أو ضبطها، مع شكوك تعتري المحللين والمراقبين في إمكانية كبح جماح إسرائيل.
ويمكن قراءة عام 2024 في منطقة الشرق الأوسط باعتباره عام التحولات الكبرى والعاصفة يراها المحللون بكونها قد تفتح الباب أمام آمال ضئيلة في الاستقرار واحتمالات كبيرة للانفجار ومزيد من التغييرات الجيوسياسية.