ينتظر مجلس الأمن الدولي موقف الولايات المتحدة ليحاول مجددا اليوم الخميس، التحدث بصوت واحد عبر تصويت أُرجئ مرات عدة على مشروع قرار يهدف إلى زيادة المساعدات لقطاع غزة.
ويشهد المجلس الذي واجه انتقادات واسعة بسبب تقاعسه عن التحرك منذ بداية الحرب بين المقاومة الفلسطينية -وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وإسرائيل، منذ أيام مفاوضات شاقة بشأن هذا النص، الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة.
وأُرجئ التصويت الذي كان مقررا الاثنين مرات عدة كان آخرها أمس الأربعاء بطلب من الأميركيين، الذين استخدموا حق النقض (الفيتو) في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الحالي ضد نص سابق يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في قطاع غزة، الذي تقصفه القوات الإسرائيلية.
ويطالب النص خاصة “أطراف النزاع” بتسهيل دخول المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء القطاع “برا وبحرا وجوا”، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنشاء آلية متابعة للتأكد من الطبيعة “الإنسانية” للنزاع.
ويدين مشروع القرار “كل الهجمات العشوائية ضد المدنيين”، و”كل الأعمال الإرهابية” ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن.
وقالت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة، أمس الأربعاء، إن الدول “تعمل على أعلى مستوى من الدبلوماسية للتوصل إلى نص سيكون له تأثير على الأرض”، مشيرة إلى أن “الدبلوماسية تستغرق وقتا”.
وأضافت “إذا أخفق هذا، فسنواصل المحاولة (…) هناك معاناة كبيرة على الأرض، ولا يمكن للمجلس أن يستمر في الإخفاق في هذا الشأن”.
ومنذ بداية الحرب، لم يتمكن المجلس من الخروج عن صمته إلا مرة واحدة، عندما دعا في قراره في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى “هدنات إنسانية”.
معارضة أميركية
وقد رُفضت 5 نصوص أخرى خلال شهرين، اثنان منها بسبب “فيتو” أميركي آخرهما في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الحالي.
ومنعت الولايات المتحدة -على الرغم من الضغوط غير المسبوقة للأمين العام للأمم المتحدة- الدعوة إلى “وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.
وهذا الاحتمال استبعده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي، مجددا “لغاية القضاء” على حماس، على حد قوله.
ومع استمرار تدهور الوضع الإنساني الكارثي في غزة، يبدو أن معظم أعضاء المجلس حريصون على تجنب “فيتو” جديد.
وذكرت مصادر دبلوماسية أنه تم -على سبيل المثال- حذف الإشارة إلى “وقف عاجل ودائم للأعمال العدائية”، بناء على طلب الأميركيين.
وتعارض إسرائيل بدعم من حليفتها الولايات المتحدة العضو الدائم في مجلس الأمن الذي يتمتع بحق النقض، عبارة “وقف إطلاق النار”.
وقال مصدر دبلوماسي، إن التأجيل الأخير جاء بطلب من الولايات المتحدة.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، إن الولايات المتحدة تواصل الانخراط بشكل مكثف وبنّاء مع عدد من الدول، لمحاولة حل بعض القضايا المعلقة بشأن قرار مجلس الأمن الخاص بغزة.
وأضاف بلينكن في المؤتمر الصحفي السنوي لنهاية العام، أن واشنطن تؤيد تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأشار إلى أن المسألة الإنسانية كانت النقطة الخلافية، مع إصرار إسرائيل على السيطرة الكاملة على الإمدادات التي تدخل قطاع غزة، وقال، إن “الهدف من القرار كما قالت الدول التي قدّمته: هو تسهيل إدخال المساعدة الإنسانية إلى غزة وتوسيعها. ونحن نؤيد ذلك تماما”.