21/12/2023–|آخر تحديث: 21/12/202310:56 م (بتوقيت مكة المكرمة)
يرى باحثون ومحللون سياسيون أن ما يوصف بحرب الصورة ليس أقل ضراوة مما يحدث في ميدان المعارك، وهو ما يحدث في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.
وتطرقت الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة “غزة.. ماذا بعد؟” إلى موضوع حرب الصورة، على خلفية الفيديوهات التي تبثها المقاومة الفلسطينية في إطار الحرب النفسية مع الاحتلال وآخرها، فيديو لـ3 أسرى إسرائيليين قتلهم الاحتلال في غزة.
ومن وجهة نظر الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، فإن حرب الصورة توازي المعارك في الميدان وأحيانا تتفوق عليها، معتبرا أن الدعاية هي جزء أساسي من عمل الجيوش، لكنها تعتمد على نتائج الميدان، فإذا كان الجيش منهزما فلا يمكنه أن يخلق حالة نصر، كما يحدث مع إسرائيل.
وأضاف مكي أن إسرائيل في حربها الحالية على قطاع غزة خسرت مجمل آليتها الدعاية التي بنتها على مدى 70 عاما، إذ شهد العالم كيف أنها تدمر وتقتل المدنيين بطريقة انتقامية بشعة، وأظهرت أنها ظالمة وليست مظلومة كما ظلت تروج عبر دعايتها، وأنها لا تريد السلام، لأنها تمارس الإرهاب بشكل واضح وعلني.
وخلص الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات إلى أن إسرائيل “خسرت حرب الصورة، لأنها فشلت في الميدان، وأرادت الانتقام من الميدان الذي فشلت فيه بقتل المدنيين، فخسرت في الجانبين”.
ومن جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا إلى أهمية الفيديوهات التي تبثها المقاومة الفلسطينية لدى المواطن الفلسطيني في غزة، وكذلك خطابات أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- والتي قال إنها بوصلة أهل القطاع لمعرفة اتجاه الأحداث.
وأكد القرا أن حركة حماس ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها، تعمل على بناء صورة في مواجهة إسرائيل التي قال إنها تعيش كابوس الصورة. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يبحث عن صورة نصر، ولم يحصل عليها حتى الآن، وإن صورته تشوهت، وهو يفقد عمليا شرعية الصورة على مستوى العالم بسبب المجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في غزة.
مقاتلون بالكاميرا
كما نوّه الكاتب والمحلل السياسي- الذي كان يتحدث لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟” من خان يونس بغزة إلى الدور الذي يلعبه من أسماهم المقاتلين بالكاميرا والكلمة والتسجيل والصوت، حيث ينقلون الصورة الإنسانية لما يحدث في غزة، رغم أن الاحتلال يحاول تغييب الصورة عن العالم بقطع الاتصالات، مشيرا إلى حدوث تحول في العمل الإعلامي مقارنة بالحروب السابقة.
وبالنسبة لوقع حرب الصورة على الإسرائيليين، يرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن هناك إدراكا شديدا لخطورة الصورة لدى النخبة وصناع الرأي والقرار، ويعلمون أن الفيديوهات التي تبثها المقاومة الفلسطينية في غزة هي جزء من الحرب النفسية ولها تأثير على الإسرائيليين.
وأضاف الشوبكي أن الفيديوهات والمادة الإعلامية التي تنشرها المقاومة الفلسطينية تهدف إلى زرع الشك لدى المجتمع الإسرائيلي وزرع الارتباك في صفوف جيش الاحتلال، وهو ما حصل له عندما أطلق النار على محتجزين إسرائيليين لدى المقاومة.
ويعتقد كثير من الخبراء الإسرائيليين- بحسب الشوبكي- أن الأخطر في الفيديوهات التي تبثها المقاومة هي أنها عملت على 3 مستويات، ففي بداية الحرب كانت هناك تسجيلات وفيديوهات تشير إلى إنسانية الفلسطيني، التي كثفتّها في مرحلة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، ومستوى الهجوم، حيث إن كثيرا من التسجيلات والفيديوهات كانت موجهة للمجتمع الإسرائيلي، ثم مستوى الردع، وبدأ أمس الأربعاء من خلال بث تسجيل خاص بإمكانية التصنيع في غزة.