قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن جيش الاحتلال الإسرائيلي “بات يسعى إلى تدمير حزب الله اللبناني من الرأس”، واستهجن مواصلة الحزب عقد اجتماعات لكبار قادته، وتحديدا في منطقة الضاحية الجنوبية، قبل معرفة الثغرة الأمنية التي تمكن الاحتلال من استهداف كبار قادة الحزب في الأسابيع الأخيرة.
وكان الطيران الإسرائيلي قد شن الليلة الماضية غارات هي الأعنف على الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن تدمير مبان بالكامل، ووُصفت هذه الغارات بأنها أضخم من تلك التي اغتيل فيها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.
ورأى جوني أن القيادة الإسرائيلية اتخذت قرارا صارما باستهداف جميع أركان وقيادات حزب الله، وذكر أن هدف العمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال ليس إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، بل تدمير منظومة حزب الله كلها.
بيد أن العميد استبعد -في حديثه لقناة الجزيرة- أن تنجح إسرائيل في تحقيق هدفها، “لأن تدمير حزب الله شيء وقتل قياداته شيء آخر”، مشيرا إلى أنه بعد غياب حسن نصر الله “لم يعد التأثير قويا ومؤثرا مهما كانت الشخصية الأخرى”.
وأشار في السياق نفسه إلى أن القيادة البديلة لحزب الله تقوم حاليا بتنفيذ الخطة البديلة، كما أعلن عن ذلك نعيم قاسم نائب الأمين العام.
وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه هجمات أمس استهدفت اجتماعا لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله والخليفة المحتمل لنصر الله في قيادة الحزب.
وبحسب العميد جوني، فإن إسرائيل تحاول أن تعوض عن خسائرها في الجنوب اللبناني بالاستهدافات المستمرة في الضاحية الجنوبية، وفي المناطق الأخرى.
وأعرب عن استغرابه وتفاجئه من مواصلة قيادات حزب الله اجتماعات قبل أن يحاول الحزب أن يفهم “الثغرة الأمنية الخارقة والغربية” التي تؤدي إلى كل هذا الانكشاف أمام إسرائيل، وأضاف “وإلا، فهم يقدمون أنفسهم قرابين بأثمان رخيصة”، ويعني قيادات الحزب اللبناني.
ولفت إلى أن الاغتيالات الإسرائيلية طالت قيادات هرمية في الحزب (13 أو 12)، أخطرها كان اغتيال نصر الله.
وردا على سؤال مذيع الجزيرة عما لو كان هناك أماكن بديلة لقيادات حزب الله غير الضاحية الجنوبية، أوضح العميد أنه يفترض أن تكون هناك مراكز القيادة البديلة توضع أثناء التخطيط للحرب، لأن الضاحية الجنوبية لبيروت “مستهدفة ومكشوفة للاحتلال الإسرائيلي في باطنها أكثر من سطحها وسمائها”، وتساءل عن سبب عدم استخدام الحزب لخيارات أخرى ومنها الخروج خارج لبنان.