بدأت اليابان اليوم الخميس تصريف المياه المعالجة من محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما في البحر، حسبما أفادت الشركة المشغلة للمحطة (تيبكو)، في عملية مثيرة للجدل لكن طوكيو تصر على أنها آمنة.
وأثارت العملية غضب الصين التي فرضت مع هونغ كونغ وماكاو حظرا جزئيا على واردات المأكولات البحرية اليابانية.
كما تظاهر مئات الأشخاص في كوريا الجنوبية قبل أيام، مطالبين اليابان بإلغاء خططها لتصريف مياه فوكوشيما في البحر، في حين قال مسؤول بوزارة حماية البيئة في كوريا الشمالية “إن إطلاق المياه المعالجة سيكون له تأثير ضار قاتل على حياة البشر والأمن والبيئة”.
وبدأت عملية التصريف على الساعة الواحدة من ظهر الخميس (04:00 بتوقيت غرينتش)، وستستغرق العملية الأولى 17 يوما.
وقالت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) المشغلة للمحطة إنها خففت مساء الثلاثاء مترا مكعبا من مياه الصرف بنحو 1200 متر مكعب من مياه البحر، وسمحت للمياه المخففة بالتدفق إلى داخل أنبوب.
وأشارت في بيان إلى أن المياه ستخضع لتحاليل وسيتم تصريفها اعتبارا من اليوم الخميس في المحيط الهادي، بالإضافة إلى كميات إضافية من المياه المخزنة في الموقع التي ستُنقل وتُخفف هي أيضا.
ودُمرت محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية بسبب زلزال عنيف تلاه تسونامي سببا حادثا نوويا أودى بحياة نحو 18 ألف شخص في مارس/آذار 2011 وأدى إلى انهيار 3 من مفاعلات المحطة.
تهديد بيئي
وقد تمت معالجة المياه مسبقا لتطهيرها من المواد المشعة، باستثناء التريتيوم الذي ستكون مستوياته في المياه ضمن الحدود الآمنة، وفق شركة طوكيو للطاقة الكهربائية.
لذلك تؤكد اليابان أن هذه العملية لا تشكل أي تهديد للبيئة البحرية وصحة الإنسان، وتؤيدها في هذا الرأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على المشروع والتي أعطت الضوء الأخضر في يوليو/تموز.
ويشرف مراقبون تابعون للوكالة الأممية على بدء عملية التصريف التي يُتوقع أن تستمر عدة عقود.
ومع نحو ألف حاوية فولاذية تحتجز المياه في الموقع، أشارت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية إلى أنها تحتاج إلى إفساح المجال للمرحلة التالية من العملية الطويلة والمكلفة والخطرة لإيقاف تشغيل المحطة.
وتتطلب هذه العملية إزالة الوقود النووي الذائب والأنقاض المشعة من المفاعلات المدمرة، وهي عملية خطيرة جدا لدرجة أن شركة طوكيو للطاقة الكهربائية ستحتاج إلى استخدام روبوتات عوضا عن البشر لإنجازها.
وستجري الشركة المشغلة 4 عمليات تصريف مياه مُعالَجة بدءا من اليوم حتى مارس/آذار 2024، سيُصرف في كل منها 7800 متر مكعب من المياه، بحسب وثائق للشركة.