نشر موقع “نيوز ري” الروسي تقريرا حاول بحث أسباب وتداعيات قرار ليتوانيا إغلاق معبرين حدوديين على الحدود المشتركة مع بيلاروسيا منذ يومين، وذلك بعد أن نسق مسبقا مع وزارات الخارجية والداخلية والمالية ودائرة الحدود في جمهورية بيلاروسيا.
ونقل التقرير عن أجني فايسيوكيفيتشوت نائبة وزير النقل الليتوانية قولها إن هناك عدة أسباب لهذا القرار أولها الوضع الجيوسياسي وتقليص التهديدات الأمنية المختلفة، إلى جانب المناورة بضباط مراقبة الحدود وتوزيعهم على نقاط تفتيش أخرى، ومواجهة المشاكل المرتبطة بظاهرة التهريب.
وقال إن دائرة الحدود الحكومية في لاتفيا هي الأخرى أعلنت عن تعبئة إضافية لقوات الحدود بسبب زيادة عدد المهاجرين على الحدود البيلاروسية، حيث أوقفت الدائرة إجازات الموظفين، وطلبت دعما إضافيا من الجيش والشرطة.
في حين أعلنت وزارة الدفاع البولندية في وقت سابق عزمها نشر 10 آلاف جندي على الحدود مع بيلاروسيا، حيث ستدعم هذه القوات الإضافية حرس الحدود وتضمن أمن البلاد، وهو ما تم تفسيره بالقلق بشأن وصول مقاتلي فاغنر في بيلاروسيا.
فاغنر
وقد أعلن الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا عن نيته تعزيز الحدود، حيث كشف عن اتخاذ تدابير لتعزيز الأمن بعد نشر فاغنر في بيلاروسيا، قائلا “بمجرد أن أصبح معروفا أن هناك خططا لإعادة نشر مقاتلي فاغنر في بيلاروسيا، عززنا الاستخبارات، وحراسة حدودنا، ووضعنا خططا جديدة لتغطيتها، وتوفير تعاون مرن للغاية وتعزيز من الجيش”.
ووفق نيوز ري فهذا يتفق مع ما قاله رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، الذي أكد أن مقاتلي فاغنر سيحاولون زعزعة استقرار الجناح الشرقي لحلف الناتو، مضيفا “يمكن أن يرتدوا ملابس مهاجرين غير نظاميين، ويدخلوا أراضي بولندا ودول الناتو الأخرى من أجل تنفيذ أعمال تخريبية يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة للغاية”.
ونسب تقرير نيوز ري إلى رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قوله في أغسطس/آب أن مدربي شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة ينقلون تجربتهم إلى الجيش البيلاروسي، مشيرا إلى أنه يرغب في ترك مقاتلي الوحدة للخدمة على أساس التعاقد في القوات المسلحة للبلاد، ويمكن أن تشكل تجربتهم أساسا لجيش متعاقد جديد.
الجيران
وأفاد نيوز ري أن مخابرات بيلاروسيا اعتبرت ما قامت به ليتوانيا “خطوة أخرى غير بناءة وغير ودية”، حيث قال الممثل الرسمي للجنة أمن الدولة، أنطون بيتشكوفسكي، إن الموقف الذي أعرب عنه الجانب الليتواني بشأن التهديدات الأمنية من بيلاروسيا لا يتوافق مع الأسباب الحقيقية للقرار، مضيفا في تصريحات رسمية “تستخدم السلطات الليتوانية أي ذريعة ليس فقط لمنع حركة البضائع، ولكن أيضا للحد من تدفق مواطنيها الذين يسافرون بدون تأشيرة”.
وقال التقرير إنه اعتبارا من 15 أبريل/نيسان 2022 طبقت بيلاروسيا إجراءات دخول بدون تأشيرة لمواطني ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، وهو ما يجعل حكومات الدول الثلاث تسعى لمنع تدفق مواطنيها إلى بيلاروسيا، وهي التي -وفقا لتصريحات الخبير الروسي بيتر بتروفسكي- تمثل فرصة أفضل اقتصاديا لليتوانيين والبولنديين، كما أنهم يرون صورة مغايرة لما ينشر في إعلام الدول الثلاث عن بيلاروسيا، مما يجعلهم يعيدون النظر في ما يعتقدونه.
وأضاف بتروفسكي “تسعى سلطات البلدان الثلاثة إلى قطع جميع العلاقات الإنسانية مع بيلاروسيا وخلق حصار كامل، كما حدث خلال الحرب الباردة”.
وبحسب التقرير تخطط ليتوانيا ولاتفيا وبولندا للنظر في الإغلاق الكامل للحدود مع بيلاروسيا، حيث سيناقش هذا الموضوع بشكل جماعي على مستوى وزراء الداخلية في اجتماعهم الذي سيُعقد في وارسو يوم 28 أغسطس/آب.
حرب؟
وأشار التقرير إلى أنه في مارس/آذار كشفت بولندا النقاب عن خطة تطوير عسكرية طموحة من شأنها أن تجعلها ثاني أقوى قوة عسكرية في الناتو بعد الولايات المتحدة، حيث ستكون هذه أكبر عملية إعادة تسليح للجيش البولندي منذ نصف قرن، الذي أعلنت أنه سيكون تحديثًا بسبب “التهديد الروسي”.
وقد واجه هذا القرار اعتراضا داخليا في بولندا -يتابع نيوز ري- حيث أكدت الصحافة البولندية أن المشتريات واسعة النطاق من الأسلحة الهجومية من قبل بولندا تشير إلى الاستعدادات للحرب مع روسيا، وهو أمر ليس بالهين.