في ظل الحرب والنزوح في قطاع غزة يعاني مرضى الثلاسيميا معاناة مضاعفة حيث يواجهون نقصا حادا في الدم والأدوية والغذاء اللازم لعلاجهم مما يهدد حياتهم ويفاقم آلامهم وسط ظروف إنسانية قاسية.
وقال أحد الكوادر الطبية بحزن إن الأطفال المصابين بالثلاسيميا (أحد أمراض فقر الدم “الأنيميا”) يعانون معاناة مضاعفة في ظل الحرب؛ فنقص “وحدات الدم” والأدوية يهدد حياتهم ويفاقم آلامهم وقد يؤدي إلى الوفاة في نهاية المطاف.
وقالت فتاة في العشرينات من عمرها -تنتظر دورها للحصول على وحدة دم- بصوت متعب، إن وحدة الدم هي شريان الحياة بالنسبة لي فبدونها أشعر بصداع شديد ودوخة مستمرة لكن الحصول عليها أصبح معاناة حقيقية في ظل احتياج الجرحى المستمر للدم.
وفي خيمة متهالكة على أطراف مخيم للنازحين تجلس أم محمد مع أطفالها الأربعة المصابين بمرض الثلاسيميا تراقب بقلق حالتهم الصحية المتدهورة يوما بعد يوم عيناها الذابلتان تحكيان قصة معاناة طويلة مع المرض والفقر والنزوح.
وتقول الأم بصوت متهدج، أطفالي يعانون من ضيق في التنفس ودُوار مستمر في الرأس.. نصحنا الطبيب بتناول السمك والدجاج لتحسين حالتهم، لكن من أين لنا بثمن هذا الطعام ونحن بالكاد نجد قوت يومنا؟!
وفي الجانب الآخر من المخيم، يجلس أبو حنان قرب ابنته الصغيرة التي تحتاج لنصف وحدة دم كل أسبوع أو اثنين، ويقول بحسرة أصبح من شبه المستحيل الحصول على الدم اللازم لها فالمستشفيات مكتظة بالجرحى والمصابين، وقد نقضي أكثر من يوم في محاولة الحصول على وحدة دم واحدة.
أما الطفلة المريضة، جوري، فتعاني من سوء التغذية الشديد، وتقول والدتها بدموع في عينيها، قبل الحرب كنت أطعمها اللحم والرمان والفواكه لتقوية جسمها أما الآن فقد انعدم كل شيء بسبب الحرب وشح المال والغذاء.
وفي إحدى الخيام انزوى الطفل عبد الرحمن بعيدا عن أقرانه يشكو تشوهات على جسده النحيل بسبب تراكم الحديد في أعضائه نتيجة نقص الأدوية اللازمة للسيطرة على نسبة الحديد في دمه ويتألم بصمت.