وصف مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية -اليوم السبت- الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بأنها “خيانة للإنسانية”، في حين دخلت اليوم شاحنة وقود وشاحنتا مساعدات طبية إلى شمالي قطاع غزة من معبر بيت حانون (إيريز) لأول مرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودعا غريفيث في بيان -صدر في نيويورك عشية مرور 6 أشهر على الحرب- إلى “تصميم جماعي على المحاسبة على هذه الخيانة للإنسانية”، مشيرا إلى أن أشهر الحرب الستة لم تحمل لسكان غزة سوى الموت والدمار وإمكان تفشي مجاعة وشيكة”.
ورأى المسؤول الأممي أن “أشهر الحرب الستة ينبغي ألا تكون لحظة ذكرى وحداد فحسب، فهذا الأمر يجب أن يؤدي أيضا إلى رد فعل جماعي بهدف المحاسبة على هذه الخيانة للإنسانية”.
وأكد غريفيث أن “لا أحد في مأمن على الأرض في غزة، ولا مكان للتوجه إليه طلبا للحماية”، لافتا إلى أنه رغم “الاستياء العالمي”، “لم يتم إنجاز سوى القليل لوضع حد للحرب، لصالح إفلات كبير من العقاب”.
وقبل أسبوعين، أعلن غريفيث استقالته من منصبه مساعدا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقا للإغاثة الطارئة في المنظمة “لدواع صحية”، لكنه سيبقى في منصبه حتى يونيو/حزيران المقبل.
ووجه غريفيث في الأشهر الأخيرة نداءات متكررة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، منددا بممارسات السلطات الإسرائيلية للحيلولة دون ذلك.
تحذيرات
من جهتها، حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) -اليوم السبت- من أن التدهور السريع لحالة الأمن الغذائي في قطاع غزة وصل إلى مرحلة حادة، وسط ظهور مؤشرات على حدوث مجاعة في الشمال.
وأضافت المنظمة الأممية، في منشور عبر حسابها على منصة إكس، “لأول مرة منذ تصاعد الأعمال العدائية، تنجح فرقنا في إدخال الأعلاف الحيوانية التي تشتد الحاجة إليها في غزة”.
وشددت الفاو على أن انهيار السلاسل الغذائية الزراعية أدى إلى التدهور السريع لحالة الأمن الغذائي ليصل إلى مرحلة حادة، وسط ظهور مؤشرات على حدوث مجاعة في شمال القطاع، مشيرة إلى أن إدخال الأعلاف الحيوانية إلى غزة جاء بهدف “توفير سبل التغذية”.
وبدورها، قالت منظمة أوكسفام -وهي اتحاد دولي للمنظمات الخيرية التي تركز على تخفيف حدة الفقر في العالم- إن إسرائيل تتعمد اتخاذ إجراءات لتجويع المدنيين في غزة.
وأفادت وكالة الأناضول -اليوم السبت- بدخول شاحنة وقود وشاحنتي مساعدات طبية إلى شمالي قطاع غزة من معبر بيت حانون (إيريز)، لأول مرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويأتي ذلك، بينما يواصل جيش الاحتلال حربه على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على هذا القطاع المحاصر.