أعلن مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني، اليوم الأربعاء، أن المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في قطاع غزة المحاصر توقف عن العمل بسبب نفاد الوقود، مما يجعل حياة ألفي مريض على المحك.
وفي مؤتمر صحفي، قال صبحي سكيك مدير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني إن المستشفى -الذي يعالج مرضى السرطان بشكل رئيسي- توقف عن العمل بعد نفاد الوقود.
وأضاف سكيك “نقول للعالم لا تتركوا مرضى السرطان للموت المحقق بسبب خروج المستشفى عن الخدمة”.
ومن جانبها، أكدت وزيرة الصحة مي الكيلة سبب توقف هذا المستشفى “جراء قصفه من قبل قوات الاحتلال أمس وأول أمس، ونفاد الوقود فيه بشكل كامل” وأضافت أنه بذلك يرتفع إجمالي عدد المستشفيات المتوقفة عن العمل بالقطاع إلى 16 من أصل 35.
وقالت الكيلة في بيان “حياة 70 مريضا بالسرطان داخل المستشفى مهددة بشكل خطير”.
وأضافت أن عدد مرضى السرطان بالقطاع نحو ألفي مريض “يعيشون في ظروف صحية كارثية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر ونزوح عدد كبير”.
من جانبه، قال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة -بمؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة- إن استهداف العاملين بمجال الرعاية الصحية ومرضى السرطان وتركهم ليموتوا واستهدافهم بالقنابل “يشكل جريمة حرب”.
وأوضح قوجة أن هذا المستشفى -الذي أنشأته الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) وأهدته لفلسطين- يضم حاليا 80 مريضا يتلقون العلاج من السرطان “إلا أن نقص إمدادات الأدوية عطّل علاج مرضى السرطان بشكل خطير”.
وأول أمس، أعلنت وزارة الصحة بغزة تعرض الطابق الثالث والأخير من المستشفى لقصف الطيران الحربي الإسرائيلي مما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة.
منظمة الصحة تدعو لوقف الحرب
وفي الإطار ذاته، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر محذرة من تدهور أكبر لأحوال القطاع المحاصر، وذكرت في بيان اليوم أن الآلاف لا يزالون بحاجة للحصول على الخدمات الصحية العاجلة والأساسية في ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية والمساعدات الأخرى، مثل الوقود والمياه والغذاء.
وأشارت المنظمة إلى وجود أكثر من ألف مريض بحاجة لغسل الكلى للبقاء على قيد الحياة، وأكثر من ألفي مريض يتعالجون من السرطان، و45 ألفا من مرضى القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري.
وقبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان نحو 100 مريض يوميا بحاجة إلى الخروج من القطاع للحصول على خدمات صحية متخصصة بسبب نقص الخدمات الصحية المتخصصة.
ودعت المنظمة الأممية أيضا إلى “التعجيل” بوصول المساعدات الإنسانية داخل القطاع، بما في ذلك الوقود والمياه والغذاء والإمدادات الطبية، وإلى توافر إمكانية إحالة المرضى إلى خدمات الرعاية الصحية خارج غزة.
ودعت أيضا إلى “وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لمنع المزيد من الخسائر والمعاناة”.
وتزداد صعوبة الحياة بغزة مع نفاد الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية والصعوبات الهائلة التي تواجهها المستشفيات لعلاج المصابين، وأفادت وزارة الصحة ببلوغ عدد الشهداء اليوم 8796 فلسطينيا، من بينهم 3 آلاف و648 طفلا.