حلقت مسيّرة إسرائيلية فوق العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية مساء أمس السبت للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار، في حين تجمّع مئات من مناصري حزب الله حزنا على الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، في مكان مقتله بغارة إسرائيلية في الضاحية.
وأكدت وكالة الأنباء اللبنانية أن المسيّرة الإسرائيلية حلقت فوق بيروت وضاحيتها على علو منخفض، دون معرفة الأسباب.
وبهذا يرتفع عدد خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار إلى 24 خرقا أمس، و62 إجمالا منذ بدء سريانه فجر الأربعاء الماضي، حسب إحصاء لوكالة الأناضول استنادا إلى إعلانات وكالة الأنباء اللبنانية.
وتركزت الخروقات الإسرائيلية أمس بقضاءي مرجعيون وبنت جبيل في محافظة النبطية (جنوب)، وقضاءي صور وصيدا في محافظة الجنوب (جنوب)، وقضاء بعلبك بمحافظة بعلبك الهرمل (شرق).
وتنوعت الخروقات الإسرائيلية بين قصف بالمدفعية والطيران الحربي والمسيّر، وتحليق بالطيران المسيّر، وإطلاق نار من أسلحة رشاشة، وتوغلات، وتجريف طرقات، وحرق سيارات وسحقها.
وأسفرت تلك الخروقات عن مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين، وبذلك يرتفع إجمالي الضحايا في لبنان منذ سريان وقف إطلاق النار إلى قتيلين و10 جرحى.
إحياء ذكرى نصر الله
في الأثناء، تجمع مئات من مناصري حزب الله وهم يذرفون الدموع حزنا على نصر الله، في مكان مقتله بغارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.
وفي حفرة ضخمة خلّفتها الغارات الإسرائيلية في 27 سبتمبر/أيلول في منطقة حارة حريك التي يحيط بها الركام، رُفعت رايات الحزب الصفراء، وأُضيئت شموع على وقع بث مكبرات الصوت مقتطفات من خطابات نصر الله.
ويعد حزب الله، وفق ما أعلن محمود قماطي نائب رئيس مجلسه السياسي الأربعاء، لتنظيم تشييع شعبي لنصر الله، في خطوة قال إنها ستكون “استفتاء واضحا وقويا وشعبيا ورسميا وسياسيا لتبني المقاومة ونهج الشهيد السيد حسن نصر الله”.
وكان مصدر مقرب من حزب الله أفاد لوكالة الأنباء الفرنسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأن نصر الله دُفن “مؤقتا كوديعة”، بسبب صعوبة تشييعه شعبيا نتيجة التهديدات الإسرائيلية حينها.
ومنذ فجر الأربعاء الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله أنهى قصفا متبادلا بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في الشهرين الأخيرين خلّفت آلاف القتلى والمصابين.