“المستقبل القريب سيئ، لكن المستقبل البعيد لصالح هذه الأمة التي لن تهزم نهائيا، فهذه الأمة العريقة المتمركزة في تاريخها وجغرافيتها وفي دينها وإمكاناتها، ستصبح الأمة الكبيرة في هذه المنطقة”.
بهذه الكلمات المدججة حروفها بالمشاعر القومية والعروبية الفياضة، يكشف الفريق الركن مشهور حديثة الجازي رؤيته للمصير المرتقب للأوطان العربية، المهدد استقرار أمورها ورسو أحوالها على الدوام والاستمرار، وتلك نتيجة متوقعة لدسائس المؤامرات الاستعمارية التي تحاك خيوطها سرا وعلانية.
هذا ما أدركه رئيس هيئة الأركان الأردنية القائد مشهور حديثة، وهو الذي تشكل شخصيته الثرية محور الفيلم الوثائقي “صانع الكرامة.. مشهور حديثة الجازي”، وهو من إعداد وإخراج بشار غنام، وقد أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية.
فالواقع أن ثمة معضلة تحيط التناول الفني للشخصيات التاريخية، فما يقدَّم على الشاشة كثيرا ما يقع تحت طائلة أحادية الرؤية، تعاني من تقليص ملحوظ للجوانب الإنسانية، لكن تلك الإشكالية تنتفي في هذا الفيلم، ليس بحكم التزام الأسلوب الإخراجي، بإبراز ما توارى في البعد من هنات تلقائية، بل لأن الشخصية محل التناول، قد اتفقت جميع الأطراف من اليمين واليسار على احترام مكانتها المشفوعة بالنقاء الوطني.
ترى من هذا الرجل الذي تلاقت عليه محبة الجميع؟ وهل يستحق هذا الكم الهائل من التقدير؟ وإذا كان كذلك، فإن الرغبة في الإحاطة والإلمام بهوية الشخصية، يعد حقا مشروعا للمعرفة. وهذا ما يسعى إليه فيلمنا، فيقدم نظرة بانورامية، تستعرض التاريخ الشخصي والسياسي لهذه القيادة العسكرية البارزة، هذا ما يطرح مباشرة، ويمكن الإلمام بدروبه المعرفية، بمنتهى سهولة ويسر.
أما ما يمكن استنباط دلالاته بين السطور، فهو تقديم تلك القراءة المتأنية أفكارها عن هذه الفترة الحساسة من التاريخ العربي، أي منذ ستينيات القرن الماضي، ولا تزال آثارها ماثلة حتى يومنا هذا، حيث يستدعي الفيلم حوادث تاريخية من غياهب الماضي، ثم يعيد بعث محتواها، وباصطفاف شذراتها الدقيقة تكتمل لوحة الفسيفساء المكبرة تفاصيلها، والكاشفة عن تداعيات الصراع العربي الصهيوني المترامي الحدود والأطراف.
سردية الفيلم.. مزيج بين الأرشيف الثري وإعادة التجسيد
من بين سيقان الحشائش الباسقة القامة، يسير طفل صغير الهيئة، ثم نلتقي معه بعد ذلك في مجلس القراءة القرآنية وهو ينهل من فيض المعارف الدينية. بهذا التتابع البصري الموشى بمسحة شفيفة من الغموض، تبدأ المشاهد الأولى من الفيلم، ثم ينطلق التعليق الصوتي مصحوبا بالصور الموغلة في القدم، يتدفقان بإسهاب عن طفولة بطلنا مشهور حديثة الجازي، الذي تصادف حلول موعد ميلاده مع انعقاد المؤتمر الوطني الأردني الأول عام 1928.
بهذا الاستهلال يدخلنا الفيلم في جوهر موضوعه من دون تمهيد مسبق، وهو قائم مباشرة على الإفصاح عن تلك الأركان الحياتية التي ساهمت بطريقة أو بأخرى، في تكوين الشخصية، وبناء أفكارها المتسقة مع رؤيتها للعالم الخارجي المحيط بها، وذلك تطبيق عملي للفكرة السائدة عن التأثير غير المحدود للبيئة، فمعطياتها تؤثر في تكوين المعتقد الفردي.
وللوصول إلى صيغة ملائمة للتعبير عن هذه الرؤية المزدوجة، يلجأ الفيلم إلى تقديم سرديته، معتمدا على المزج التلقائي بين الصور والمشاهد القديمة، وبين اللقاءات المصورة مع الأطياف المتنوعة من الشخصيات، إضافة إلى المشاهد التمثيلية التي تساهم في تفعيل منظومة الخيال عند المتلقي، وتنصهر كل هذه العناصر مع التعليق الصوتي في سيمفونية عضوية واحدة، تندمج خلاياها على رقعة السرد (53 دقيقة)، باعثة بين طيات دقائقها تأملات شتى عن مجريات التاريخ المتدفق دورانه.
ولتكتمل تلك المصفوفة السردية، اتكأ البناء العام للفيلم على مقارعة الأفكار بين إطار عالمين لا ثالث لهما، أولهما العالم الشخصي والفكري لمشهور حديثة، وما يقابله على الجانب الآخر من صدامات متوقعة مع العالم الخارجي، وبذلك تصبح النظرة المتأملة للشخصية مكتملة الجوانب والزوايا، هذا ما يُبلور على مستوى الطرح الفكري، أما الأسلوب الإخراجي أو البصري فيعتمد في نسيجه المتشعب على السرد الخطي، فيبدأ بالطفولة، ثم يمر بأيام الشباب، حتى يصل لمرحلة الأعتاب العمرية الأكبر سنا.
حب فلسطين.. وقود عقلي ونفسي منذ الطفولة
بما أن كل سيرة ذاتية تنطوي في باطنها على مكونات البدايات الأولى، لكونها رافدا رئيسيا لما سيأتي لاحقا من تداعيات، فقد انطلق الفيلم في رصد اللبنات الأولى لحياة مشهور حديثة، حين كان في كنف جده الزعيم التاريخي لقبيلة الحويطات، فهناك كان اللقاء الأول بينه وبين البوادر الأولى للمقاومة الفلسطينية الحديثة العهد، بعد وصول القوافل الأولى لليهود داخل الأراضي الفلسطينية.
في تلك الأجواء المشتعل بارودها بعد الثورة العربية الكبرى، كانت المحفزات الداخلية المكونة للتاريخ الشخصي، والنظرة العامة للمحيط العام، تغزلان في العمق، وقد تعززت هذه الأنسجة الفكرية بعد اللقاء المدعوم بالصداقة بينه وبين رفيقيه الأنضج عمرا ضيف الله صقور ومحمد الحسبان.
ولم يكتفِ مشهور حديثة بهذا المسار التقليدي في الحياة، بل اندمج تدريجيا في السلك التعليمي والدراسي الأساسي، مع الخطوات الأولى للإنشاءات المتوالية للمدارس الحديثة، بالتوازي مع الدراسة التقليدية في مجالس القراءة المعتاد توارثها.
كل هذه العوامل المشترك تأثيرها الحيوي، كانت بمثابة الوقود العقلي والنفسي لصاحبنا، وسيتردد صداه في المستقبل على قراراته المصيرية، ويخبرنا التعليق الصوتي أن اقترابه الوثيق من فلسطين التي تربى صغيرا على الوفاء بها، قد تضخم محتواه أثناء تأدية المهام العسكرية الموكلة إليه في القدس الشريف.
فهنالك اصطدمت عيناه بالتربصات والانتهاكات الإسرائيلية، فتكدست بها ذاكرته، ثم أعيد تدويرها تلقائيا في المراحل الأكثر تطورا في حياته، أثناء الاحتكاك المنتظر مع العالم الخارجي، وهكذا يواصل هذا الشق السردي من الفيلم، الرواية الذاتية والشخصية عن الفريق حديثة، وهي تكشف بين نسيجها المتواري أصالة وعراقة، لا تخلوان من أفكار القومية والوحدة العربية، التي استلهم بواعثها من شعاب التاريخ والنضال المشترك.
ممارسة المهام العسكرية في عمان.. حقبة صعبة
تتوالى المشاهد الأرشيفية الغنية في مضمونها، فتكشف في تدفقها عن التحركات الشعبية المناهضة لإنشاء حلف بغداد عام 1955، ففي تلك الأيام المشتعلة، كانت الاحتكاكات الأولية بين مشهور وما يجري خارج حدوده المألوفة، فقد شاءت الأقدار أن يمارس مهامه العسكرية في مدينة عمان، بعد سنوات من المرابطة في الصحراء، وكان ذلك أثناء اندلاع المظاهرات الشعبية التي جاءت بحكومة جديدة، نتيجةً لشرارة الغضب المتطاير شظاياه.
في ظلال هذه الأيام المحمومة، تصاعد اسم مشهور حديثة، وذلك في أعقاب تمسكه بدوافع رفض مجابهة الاحتجاجات بالقوة، فما كان من الملك حسين إلا أن أصدر مرسومه الملكي بإعادة تشكيل الجيش العربي الأردني على نسق عربي خالص، واستبعاد العناصر البريطانية من بطانته الداخلية.
في هذا الفصل الذي سيحتل المساحة الكبرى من الإطار الزمني للفيلم، يضع السردُ بين أعين المتفرج ما يكفي ويفيض من السرديات التاريخية، وهي إن كانت تكشف عن شيء، فلا أعمق من الكم الهائل من المكائد المدبرة والمجانية، للإيقاع بالأردن والبلاد العربية، في شراك خطة ممنهجة للإضعاف، في مقابل إمداد الجانب الإسرائيلي بوسائل القوة والمناعة.
وعبر هذه المقارنة، يمكن فهم دلائل الصراع العربي الإسرائيلي الذي يصل ذروته الدرامية في الستينيات بعد حرب يونيو/ حزيران 1967، فمن بين هذه الحمم المشتعلة، كان الصعود التقليدي والمستحق لبطلنا.
فالحقيقة التي يسردها لنا الفيلم بين أعماقه، أن تلك المتغيرات الطارئة على الأمة العربية، ساهمت مع الجذور الداخلية في تكوين شخصية مشهور حديثة، فقد نما وعيه العروبي في وضع أقل ما يوصف به أنه متأزم، ففي تلك الفترة الحرجة، أطبقت إسرائيل حصارها المطوق على الأردن، وهو رد فعل على الدعم الشجاع للمقاومة الفلسطينية، وكانت رؤية مشهور للمقاومة أنها امتداد طبيعي للجيش الأردني، فكلاهما لا همّ لديه سوى تحرير الأراضي المغتصبة عنوة.
معركة الكرامة.. صلابة تقوي صمود المدفعية الأردنية
بعد أن تزايدت هجمات المقاومة الفدائية المنطلقة من الأراضي الأردنية، أعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي كمينا محكم السيطرة، على الجيش الأردني المتمركز في منطقة الكرامة الحدودية الملاصقة لنهر الأردن، فانطلقت مع الساعات الأولى من صباح 22 مارس/ آذار 1968، قذائف المدفعية الإسرائيلية مصحوبة بالقصف الجوي المكثف على طول الجبهة، وعندها انطلقت شرارة المعركة، وصمد سلاح المدفعية الأردني بقيادة مشهور حديثة، وقد عمد إلى مواصلة الرد المدفعي بصلابة.
يستكمل الفيلم سرده الثري، فيزيح الستار عن أجواء هذه المعركة المشتعلة التي استغرقت أكثر من 14 ساعة، بعد أشهر معدودة من حرب يونيو/ حزيران، فكانت هذه المعركة أول اختبار للقدرات الدفاعية للمقاتل العربي الأردني بعد الهزيمة السابقة، وهنا تكمن المفارقة، فميزان المعركة الذي رجح ناحية القوات العربية، يعود بدرجة كبيرة إلى المهارة القتالية لذات الجندي الذي تخلخلت مفاصله الحربية سابقا، وبالتالي فإن العقيدة الإيمانية، هي القوة الدافعة في مسار المعارك.
ويقول أحمد الحاج علي آمر مدفعية الفرقة الأولى في المعركة، إن الجيش الصهيوني على امتلاكه للموانع الدفاعية الحديثة، فإن هذه المقدرات الهائلة ستصبح نسيا منسيا أمام اندفاع الجندي العربي، الذي يقاتل استنادا لصحيح المعتقد ورسوخ إيمانه.
وهذا ما أدركه مشهور حديثة، ومن ثم أحرز الرهان لصالح قواته، وهي تتآلف من نسيج متناغم، بين الجيش العربي الأردني، والعناصر الفدائية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في إشارة جلية وواضحة عن الاتحاد بين القوى المتباينة، فالنظرة السائدة في الحروب هي ندرة التعاون بين الجيوش النظامية، وما يقابلها من قوات ذاتية التكوين، ومن ثم يمكن القول إن معركة الكرامة كانت مزيجا فريدا للتكامل بين الحرب النظامية وحروب العصابات، فعندما يتحد الهدف فلا خلاف على آلية التنفيذ.
ويستكمل السرد روايته المثيرة عن سير المعركة، فقد ازدادت وتيرتها بعد دخول أهالي المنطقة حيز القتال بالسلاح الأبيض، وهذا ما يدور على جبهة القتال، أما في الخارج، فقد تصاعدت الأصوات الدولية المنددة بما يحدث على الأرض، وعندها بدأت البوادر الأولى للصدام بين المؤسسة العسكرية والديوان الملكي الأردني، وفي هذا الإطار يقول مشهور حديثة: القائد الميداني لا يأخذ إذنا ويبلغ أن هناك اعتداء، ولا ينتظر أوامر، فأنا لم أنتظر أوامر.
أيلول الأسود.. صدامات ومؤامرات وإقامة جبرية
اتفقت ردود الأفعال الشعبية والرسمية، بعد الانتصار المحقق للقوات العربية الأردنية في المعركة، وعندها تلاقت إرادة الطرفان، ورُقّي مشهور إلى رتبة الفريق، وأُعلن توليه مهام رئاسة الأركان، هذا ما كان يتداول رسميا، أما الواقع الشعبي فكان يموج بتواترت عدة، منبعها تصاعد قوة المقاومة الشعبية، التي كان يمثل الحيز الأردني، منطلقا جغرافيا لها، وهنا يطرق الفيلم قضية شائكة وحرجة، لا في التاريخ الأردني فقط، لكنها تمتد وتتلامس كذلك مع الهوية العربية.
يخبرنا الفيلم على لسان شخصياته المتباينة التوجهات والأفكار، أن فصائل المقاومة الأخرى بحثت عن منفعة شخصية، في ضوء سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية على صفحات النضال، وعندها صارت الساحة الداخلية الأردنية رقعة مصغرة للخلافات والصراعات السلطوية، فدفع ذلك الملك حسين إلى إجراء مقابلاته الملكية مع السفير الأمريكي في باحة منزله، بعد أن استحال وصوله لديوانه الملكي.
وعندئذ يكشف الفيلم، قبسات من المشاهد الأرشيفية للعاصمة الأردنية عمان آنذاك، وقد أصبحت شوارعها ثكنات عسكرية مدمجة التسليح، ومن بين تلك الأجواء المتصاعدة حرارتها، أعلنت الإرادة الأردنية رؤيتها السلمية في هذا الصراع الذي تأتي مفرداته بتجميد النشاطات الفدائية، وكأنها نتيجة تلقائية للمصاهرة العسكرية الأمريكية الإسرائيلية. فكيف يا تُرى واجه مشهور حديثة تلك المعطيات الطارئة؟
تطالعنا الشاشة بالجواب المنتظر، فقد وُضع مشهور حديثة قيد الإقامة الجبرية، بعد عزله من منصبه العسكري، وهو يقول في معرض حديثه عن التوابع المتوقعة لتلك الإرهاصات: أحمد الله أن لم تكن تهمتي أني عميل لإسرائيل، وعندما أكون عميلا –كما يصفونني- لفلسطين، ففلسطين مقدسة، أنا لم أكن عميلا، بقدر ما أنا مواطن عربي يحب فلسطين، ويقاتل من أجل فلسطين والقدس الشريف.
وهنا يشتبك الفيلم بجرأة مع المسكوت عنه في التاريخ العربي، فالحديث عن تلك الفترة الشائكة التي سبقت أحداث أيلول الأسود، كثيرا ما تحاط بسياج عازل من الغموض، لكن السرد يسعى إلى تفكيك شيفرات تلك الأحجيات، ليس بحثا عن الجانب المخطئ من المصيب، بقدر ما هي محاولة للوصول إلى نواصي الحقيقة التائهة بوصلتها.
العمل الحزبي.. مسار جديد من البحث عن خدمة الوطن
بعض الشخصيات لا يفلح معها الركون إلى الراحة، وهذا بالتحديد ما أصاب مشهور حديثة بعد الاستعانة به مستشارا للديوان الملكي، وقد بدأ حينها رحلة جديدة قد تبدو مغايرة عن المألوف، لكنها تؤدي إلى ذات المغزى، إذ ينبئنا الدكتور عمر مشهور حديثة بأن أباه قرر الاتجاه إلى العمل الحزبي، بحثا عن طريق جديد لخدمة الوطن، غير مكترث بالأشواك المدثرة لهذا الدرب المحفوف بالمؤامرات والمراهنات السياسية.
وها نحن أولاء على موعد مع الفصل الثالث من السيرة الذاتية لبطلنا، فقد اتجه لعالم ريادة الأعمال، بعد سنوات من العمل العسكري، معتمدا على بعض الاستدانات المالية، فمع أنه كان ذا عطاء طويل في العمل الوطني، فإن ملاءته المالية ظلت على حدود المعيشة الكريمة فحسب، لا مجال فيها للمترفات المشروعة.
ومن ثم بدا السرد معنيا في باطنه المطمور، بتناول ظاهرة الحرب المعنوية، بين جمرة المبادئ والقناعات الفكرية، وما يواجهها من سطوة بريق التنازلات والمؤامرات، ولذلك احتوى الهيكل السردي على فصائل متشعبة من الأفكار، صيغت هويتها بإحكام وبإيقاع لاهث التدفق.
وبذلك يتماس شكل الفيلم الجذاب مع مضمونه الفكري، وهو ليس مهموما باستعراض النموذج المضيء لهذا البطل العسكري المرموق فقط، بل ينطلق من حدود هذه السيرة نحو رحابة التاريخ، وهو يحمل بين وجوهه المتعددة قراءاتٍ متباينة عن الماضي، الذي يقول عنه الكاتب الأمريكي “مارك توين”: قد لا يعيد التاريخ نفسه، لكنه يتشابه كثيرا.
وقد تطابقت القرائن التاريخية، وما ينقصها سوى إعادة بعث فرسانها، فما أحوجنا اليوم إلى مشهور حديثة الجازي.