22/8/2023–|آخر تحديث: 23/8/202312:18 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
قال مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة إن منفذي العملية التي وقعت يوم الاثنين قرب مستوطنة كريات أربع في الخليل بالضفة الغربية ينتمون إليها، وذلك بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال اعتقال منفذي العملية، في حين خول اجتماع الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع وزير دفاعه يوآف غالانت تنفيذ إجراءات محاسبة منفذي العمليات الفلسطينية وداعميهم.
وأعلن جيش الاحتلال -في بيان صباح الثلاثاء- أن قوات مشتركة من الجيش وجهاز الأمن العام “الشاباك” والقوات الخاصة التابعة لحرس الحدود المعروفة باسم “اليمام” اعتقلت المتهمين اللذين تربطهما علاقة قرابة، وأنه تم ضبط بندقية بحوزتهما استخدمت في الهجوم.
وأضاف البيان العسكري الإسرائيلي أن المتهمين اعترفا بعلاقتهما بالعملية المسلحة، ويخضعان للتحقيق في أحد مراكز جهاز الشاباك.
يأتي ذلك في وقت خلص اجتماع الطاقم الأمني الإسرائيلي المصغر إلى تفويض رئيس الوزراء ووزير الدفاع تنفيذ قراراته الرامية لتوجيه ضربات لمنفذي العمليات ومساعديهم ومموليهم.
وكان نتنياهو قد قرر التعجيل بالاجتماع وعقده ظهر اليوم بدلا من موعده المجدول مسبقا الشهر المقبل. كما ترأس وزير الدفاع اجتماعا أمنيا استثنائيا مع كبار القادة والضباط بالجيش والأجهزة الأمنية لتقييم الوضع الأمني.
ومساء الاثنين، قال نتنياهو -خلال تفقده موقع عملية إطلاق نار في مدينة الخليل- إن إسرائيل في خضم “هجوم إرهابي تشجعه وتوجهه إيران”.
وكان الجيش الإسرائيلي أغلق مداخل مدينة الخليل بالحواجز العسكرية، عقب هجوم إطلاق النار.
وهذا الأسبوع، قُتل 3 مستوطنين بهجومين منفصلين، شمال وجنوب الضفة التي تشهد توترا شديدا إثر الاقتحامات الإسرائيلية المتتالية للمدن والقرى الفلسطينية.
توسيع دائرة المواجهة
في غضون ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية إن دائرة المواجهة والتصعيد ستتسع في حال وسّعت إسرائيل رقعة الاستهداف للفلسطينيين، والذي تهدد به المستويات السياسية والعسكرية.
وفي تصريح للموقع الرسمي لحماس، قال هنية “توسيع رقعة الاستهداف الذي يهدد به قادة الكيان، سوف يسهم في توسيع رقعة المواجهة وتصعيدها”.
وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على أن “الحل السياسي أثبت فشله ولا حل إلا أن يرحل المحتل عن أرضنا” مشيرا إلى أن “استمرار سياسات ضم الأراضي والتهويد في القدس والاستيطان بالضفة سيقابله الشعب بالمزيد من المقاومة”.
تشييع
يأتي ذلك في وقت شيع الفلسطينيون في مدينة جنين جثمان الفتى عثمان أبو خرج الذي استشهد متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة الزبابدة جنوب جنين بالضفة المحتلة، وبذلك يرتفع عدد الشهداء بالأراضي الفلسطينية منذ بداية العام الجاري إلى 228 شهيدا بينهم 70 بمحافظة جنين ومخيمها.
وقد عمّ الإضراب الشامل الزبابدة، بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية، حدادا على الشهيد أبو خرج.
وكان أبو خرج أصيب برصاصة في الرأس إثر مواجهات مع جيش الاحتلال عقب اقتحامه جنوب جنين.
من جهته، قال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 50 فلسطينيا من محافظات الخليل (جنوب) ورام الله (وسط) وقلقيلية وجنين ونابلس وطولكرم (شمال).
وأضاف أن جيش الاحتلال شن حملة اعتقالات واسعة طالت 50 فلسطينيا على الأقل، بينهم 15 من بلدة عبوين شمال غرب رام الله، و13 من الخليل.
وأضاف نادي الأسير أن حملة الاعتقالات هذه “تعتبر من أكبر الحملات منذ بداية العام” وأن غالبية المعتقلين أسرى سابقون واجهوا عمليات اعتقال متكررة على مدى السنوات الماضية.
الأعلى منذ عام 2000
وفي السياق، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن 35 إسرائيليا قتلوا في هجمات فلسطينية بالضفة وإسرائيل منذ بداية العام الجاري، وهو الرقم الأعلى منذ الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “140 إسرائيليا أصيبوا خلال الهجمات التي نفذت منذ مطلع العام في الضفة الغربية والقدس الشرقية وداخل إسرائيل”.
ولفتت إلى أن عددا من المصابين “ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات”.
وفي السياق ذاته، دعا قادة المستوطنين في الضفة الحكومة الإسرائيلية إلى الرد على تصاعد العمليات بزيادة الاستيطان وتنفيذ عملية عسكرية فيها.
وقال رئيس مجلس المستوطنات شمالي الضفة يوسي داغان لإذاعة “103 إف إم” الإسرائيلية “هناك انتفاضة في طور التشكل هنا، ولسوء الحظ لا تقدم الحكومة الرد المناسب”.
وتشهد الضفة المحتلة توترا شديدا إثر اقتحامات الجيش الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية.