أشارت مراسلة صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إلى ما وصفته بالقلق السائد في تونس بشأن الحالة الصحية للمعارض القيادي بحركة النهضة الصحبي عتيق، المضرب عن الطعام منذ شهر احتجاجا على اعتقاله.
وتابعت الصحيفة أن عتيق -الذي مَثل أمس الجمعة أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في ولاية أريانة بضواحي تونس العاصمة- في حالة صحية “سيئة جدا” بسبب إضرابه عن الطعام.
وقال محاميه سمير ديلو للصحيفة الفرنسية إنه “لم يعد بإمكانه المشي، وبالكاد يكون في وعيه”، وأضاف أن المعتقل كان لا بد أن “يحمله 3 من عناصر الأمن ليتمكن من الانتقال إلى المحكمة”. لافتا إلى أن وضعه الصحي حال دون إتمام جلسة استماعه.
والاثنين الماضي، دعت “النهضة” -في بيان- للتدخل من أجل إنقاذ حياة القيادي بالحركة الموقوف لدى سلطات البلاد، إثر “تدهور شديد في صحته”.
بدورها، طالبت هيئة الدفاع عن عتيق “بالإفراج الفوري” عنه، مشيرة إلى أن “قاضي التحقيق المتعهد بالملف يتحمل المسؤولية كاملة على ما يهدد حياته”.
وأُوقف عتيق بمطار تونس قرطاج في السادس من مايو/أيار الماضي، عندما كان يتأهب للسفر للمشاركة في مؤتمر بتركيا بدعوى أنه كان مطلوبا في قضية تبييض أموال. ويوم 13 من الشهر ذاته، أصدر القضاء التونسي بطاقة إيداع (أمرا) بسجن عتيق، ليدخل بعدها بـ3 أيام في إضراب عن الطعام.
ومنذ فبراير/شباط الماضي، شهدت تونس حملة توقيفات شملت سياسيين وإعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال.
واتهم الرئيس التونسي قيس سعيّد بعض الموقوفين بـ”التآمر على أمن الدولة والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار”.
وشدد سعيّد مرارا على استقلال السلطات القضائية، إلا أن المعارضة تتهمه باستخدام القضاء لملاحقة رافضي الإجراءات الاستثنائية التي بدأ فرضها في 25 يوليو/تموز 2021؛ مما أوجد أزمة سياسية حادة في البلاد.