انضم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان للسلطة الفلسطينية للمطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الجرافات لدفن مصابين فلسطينيين مدنيين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقال المرصد، ومقره جنيف، في بيان إنه تلقى شهادات وشكاوى من فرق طبية وإعلامية تؤكد أن الجرافات الإسرائيلية دفنت فلسطينيين أحياء في ساحة المستشفى قبل انسحابها منه.
وأشار المصدر إلى أنه كان بالإمكان مشاهدة أحد الجثث على الأقل وسط أكوام الرمال، وسط تأكيد مواطنين أنه كان مصابا قبل دفنه وقتله.
ولفت إلى أنه قبل نحو 9 أيام اقتربت الدبابات الإسرائيلية من المستشفى، واعتلى قناصة إسرائيليون البنايات العالية، وشرعوا في إطلاق النار على أي شخص يتحرك بالمنطقة.
وأكد المرصد أن فرقه تواصل توثيق ما جرى في المستشفى بما في ذلك المعلومات عن قتل أحياء ومصابين بدفنهم في ساحة المستشفى. وشدد على ضرورة فتح تحقيق دولي في مجمل ما شهده المشفى من انتهاكات فظيعة، استهدفت المرضى والنازحين والفرق الطبية على مدى الأيام الماضية.
تدمير
وأفاد البيان بأنه خلال اقتحام المستشفى، دمرت قوات الاحتلال البوابات الخارجية وجزءا من مبنى الإدارة والصيدلية، وأحرقت مخزن الأدوية قبل تدميره، ودمرت بئر المياه ومولد الكهرباء ومحطة الأكسجين.
وأردف أن قوات الاحتلال حفرت حفرة كبيرة في ساحة المستشفى، ونبشت نحو 26 جثة لقتلى دفنوا في أوقات سابقة في المكان لتعذر دفنهم في المقابر، حيث عملت الجرافة على إخراجهم بشكل مهين بكرامة الميت.
وأكد المرصد تلقيه شهادات عن وفاة أحد المسنين نتيجة الجوع والعطش داخل المستشفى، ووفاة آخر بعدما أطلق الاحتلال تجاهه أحد كلابه، في حين مات عدد من الأطفال ومريضان كانا داخل غرفة العناية المركزة نتيجة عدم تلقيهم الرعاية الصحية المناسبة.
وقال إن الفظائع التي اقترفها الاحتلال في مستشفى كمال عدوان، امتداد للهجمات المتكررة على المرافق والفرق ووسائل النقل الطبية ضمن سياسة ممنهجة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هدفت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، مما يشكل جريمة حرب بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني.
السلطة تطالب
وطالبت السلطة الفلسطينية، السبت، بالتحقيق في معلومات تفيد بأن الاحتلال دفن مواطنين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن المعلومات والشهادات من المواطنين والفرق الطبية والإعلامية تشير إلى دفن الاحتلال مواطنين أحياء في ساحة المستشفى (كمال عدوان)، وإن بعضهم شوهدوا أحياء قبل حصارهم من قبل الاحتلال.
والسبت، قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة منير البرش للجزيرة إن الاحتلال ارتكب كارثة إنسانية، وحوّل مستشفى كمال عدوان إلى ثكنة عسكرية، وتعمد إذلال الفرق الطبية والجرحى.
من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة في غزة أنس الشريف، الذي زار المستشفى بعد أن انسحبت منها القوات الإسرائيلية، بأن ما فعله الاحتلال داخل مستشفى كمال عدوان جريمة مروعة بحق الأهالي والفرق الطبية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت نحو 19 ألف شهيد و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.