أعلن أحد المعارضين البارزين لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنه سيعود إلى السجن، اليوم الأحد، بعد انتهاء إذن قضائي بالإفراج عنه بكفالة لتمكينه من خوض حملة الانتخابات التي يتوقع أن تسجل فوزا ساحقا جديدا للزعيم القومي الهندوسي.
وألقي القبض على أرفيند كيجريوال، رئيس وزراء نيودلهي وأحد الزعماء الرئيسيين لتحالف المعارضة الذي تَشكّل لمنافسة مودي في الانتخابات، واحتُجز في 21 مارس/آذار من قبل وكالة مكافحة الجرائم المالية.
وكيجريوال البالغ 55 عاما، هو أحد قادة ائتلاف المعارضة لمنافسة مودي. وتُتهم حكومة كيجريوال بتلقي رشاوى في إطار منح تراخيص بيع الكحول لشركات خاصة.
لكن وفقا لمؤيديه، فإن اعتقال كيجريوال، الذي ينفي التهم الموجهة إليه، يهدف إلى تهميش معارضي مودي. ووصف أحدهم القضية بأنها “مؤامرة سياسية” دبرها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الحاكم.
كيجريوال يسلم نفسه
وأعلن كيجريوال أنه سيسلم نفسه لسلطات السجن في نيودلهي بعد ظهر الأحد. وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي “خرجت لحملة الانتخابات لـ21 يوما (..) واليوم سأسلم نفسي”.
ومن المتوقع أن تسفر الانتخابات التي انطلقت في 19 أبريل/نيسان الماضي واستمرت 6 أسابيع عن فوز مودي بولاية ثالثة، وذلك بحسب استطلاعات الرأي.
وكان مودي (73 عاما) قاد حزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا إلى فوز ساحق في الانتخابات عامَي 2014 و2019، مستندا إلى سعيه لرسم صورة المدافع عن حقوق أتباع الديانة الهندوسية الذين يشكلون الغالبية في البلاد.
ومن المقرر أن تتم عملية فرز الأصوات وإعلان نتائج الانتخابات الثلاثاء.
وبعيد إغلاق مراكز الاقتراع، أكد مودي على منصة إكس “أستطيع أن أقول بثقة إن شعب الهند صوّت بأعداد قياسية لإعادة انتخاب الحكومة”.
وفي فاراناسي التي تعد بمثابة العاصمة الروحية للهندوس، يقول مناصرو مودي إن فوزه مضمون. وأكد ناند لال الذي يبيع الزهور خارج أحد المعابد “ستعود حكومته”.
وانتهى التصويت في سابع وآخر مرحلة من الانتخابات التي استمرت لـ6 أسابيع، والتي جرت في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.
وقضى على الأقل 33 موظفا في مراكز اقتراع بسبب القيظ، أمس السبت، وذلك في ولاية أوتار براديش الشمالية وحدها، حيث وصلت الحرارة إلى 46.9 درجة، بحسب مسؤول انتخابي.
استهداف الخصوم
وطالما نفى المعارض البارز كيجريوال ارتكاب أي مخالفات منذ أن تم توجيه مزاعم الفساد ضده لأول مرة.
ولدى توليه منصبه للمرة الأولى منذ نحو عقد، كان كيجريوال مدافعا قويا عن مكافحة الفساد، ورفض مرارا التجاوب مع استدعائه لاستجوابه في إطار التحقيق.
وأعلن كيجريوال أنه سيزور نصبا تذكاريا للمهاتما غاندي ويصلي في معبد هندوسي و”يلتقي بجميع العمال” والقادة في مقر حزبه قبل العودة إلى السجن.
ونُظمت مسيرات لدعم كيجريوال في مدن عدة بعد اعتقاله.
وفي مايو/أيار الماضي، أمرت المحكمة العليا بالإفراج عنه بكفالة ليتمكن من خوض الانتخابات العامة.
كما اتهم كيجريوال شخصيا رئيس الوزراء باستهداف خصومه بتحقيقات جنائية، ورفض التخلي عن منصبه بعد اعتقاله.
وعند خروجه من السجن كان في استقباله أكثر من ألف من أنصاره وتعهد بالقتال “بكل قوته” للإطاحة بمودي. وأكد “علينا إنقاذ هذا البلد من الدكتاتورية”.
وهو واحد من زعماء معارضين يخضعون لتحقيق جنائي، مثل راهول غاندي (53 عاما)، وهو سليل عائلة تولى العديد من أفرادها رئاسة الوزراء، والذي عُزل لفترة وجيزة من البرلمان العام الماضي بعد إدانته بتهمة التشهير.
كما يتهم الحكومة بتراجع الممارسات الديمقراطية وينتقد دعمها للغالبية الدينية في الهند على حساب أقليات كبيرة تشعر بالقلق بشأن مستقبلها، بما في ذلك 210 ملايين مسلم.
ويتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان والمعارضة، حكومة مودي باستغلال القضاء لتحقيق أهداف سياسية.
ووفقا لمنظمة “فريدوم هاوس” الأميركية غير الحكومية، فإن حزب بهاراتيا جاناتا “يستغل المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لمهاجمة المعارضين السياسيين”.
وألقي القبض أيضا على هيمانت سورين، رئيس الوزراء السابق لولاية جهارخاند الشرقية، في فبراير/شباط الماضي في تحقيق منفصل بالفساد.
وكيجريوال وراهول غاندي وسورين جميعهم أعضاء في تحالف معارضة يتألف من أكثر من 20 حزبا، لكن الكتلة تكافح من أجل تحقيق تقدم ضد مودي.