قال مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم إن معارك ضارية تدور اليوم في محيط مقر الاحتياطي المركزي التابع للشرطة (الشرطة العسكرية) بين الجيش والدعم السريع جنوبي الخرطوم، في وقت دعت فيه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى إنشاء ممر آمن للفارين من مدينة الجنينة غربي البلاد.
وأفاد مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي بأن سلاح الجو والمدرعات والمشاة وقوات الاحتياطي المركزي يشاركون في المعارك حول مقر الشرطة العسكرية.
والاحتياطي المركزي قوات جيدة التدريب، واستطاعت خلال الفترة الماضية التصدي لقوات الدعم السريع في عدد من مناطق العاصمة.
وصرح مصدر قيادي رفيع بقوات الدعم السريع للجزيرة بأنها “سيطرت بشكل كامل على مقر شرطة الاحتياطي المركزي”، ونشر حساب الدعم السريع في تويتر مقطع فيديو من معركة سيطرة قواته على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي.
مشاهد حية من معركة السيطرة على رئاسة قوات الإحتياطي المركزي على يد أشاوس الدعم السريع.#RSFLive #RSFSudan #معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/lmKsWhrSYY
— RSF Live (@RSFLiveSD) June 25, 2023
وذكر مراسل الجزيرة أن رتلا من سيارات ودراجات نارية تتبع للدعم السريع تتجه جنوبي الخرطوم.
وقال مدير مكتب الجزيرة إنها ليست المرة الأولى التي تندلع فيها معارك حول مقر الاحتياطي المركزي للشرطة، فأمس السبت صد الجيش 3 محاولات من الدعم السريع لاقتحام مقر الاحتياطي، وكبد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والمركبات.
أهمية المنطقة
وحسب مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم، فإن منطقة مقر الاحتياطي المركزي للشرطة تشكل أهمية للدعم السريع، لأنه خط دفاعي متقدم للجيش باتجاه مناطق الشجرة والكلاكلة، وأيضا لأن المنطقة تشكل خطا دفاعيا للجيش، فهي تقع شمال معسكر طيبة الذي كان تابعا للدعم السريع.
وتريد قوات الدعم السريع استعادة المعسكر بوصفه أحد أكبر المعسكرات التي يتزود منها بالعتاد والذخيرة.
وفي الخرطوم أيضا، قصفت مقاتلات الجيش -صباح اليوم الأحد- مواقع تتمركز فيها قوات الدعم السريع في مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، وأوضح مراسل الجزيرة أن القصف طال الجانب الشرقي من جسر المنشية الرابط بين الخرطوم وشرق النيل، والجانب الشرقي من جسر الحلفايا الرابط بين مدينتي أم درمان غربا والخرطوم بحري شرقا.
كما سمع دوي انفجارات قوية وقعت جنوب شرق مدينة الخرطوم، وإطلاق نار متتال من أسلحة المضادات الأرضية جنوب أم درمان وغرب الخرطوم.
وذكر الجيش أن قواته قامت بعمليات وصفها بالنوعية في بعض أحياء أم درمان، حيث وُجهت ضربات للدعم السريع في أم درمان والخرطوم بحري.
ودخل الصراع بين الجيش والدعم السريع أسبوعه الـ11، ولم يتفق الطرفان على هدنة جديدة تشمل أيام عيد الأضحى، وذلك منذ انتهاء آخر هدنة صباح الأربعاء الماضي.
ولم تمنع الهدن المتتالية من خرقها من كلا طرفي الصراع في السودان.
ممر آمن
ودعت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني -أمس السبت- إلى إنشاء ممر آمن للفارين من الجنينة في إقليم دارفور، ومساعدة عمال الإغاثة في الوصول إليها.
وجاءت الدعوة لممر آمن بعد ورود تقارير عن عمليات إعدام لأشخاص من دون محاكمتهم محاكمة نزيهة بين الجنينة والمناطق الحدودية و”استمرار انتشار خطاب الكراهية”، بما في ذلك دعوات لقتل المساليت أو طردهم.
ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر -أمس السبت- فيما يتعلق بالاستهداف العرقي وقتل أفراد من جماعة المساليت في الجنينة بولاية غرب دارفور.
وشهدت الجنينة انقطاعا كاملا تقريبا في شبكات الاتصالات وإمدادات المساعدات الإنسانية الأسابيع الأخيرة، إذ أدت هجمات مليشيات قبلية وقوات الدعم السريع إلى فرار عشرات الآلاف عبر الحدود إلى تشاد.
وأشار شهود لوكالة رويترز إلى زيادة حادة في أعمال العنف خلال الأيام الأخيرة في نيالا، أكبر مدن إقليم دارفور، مع اندلاع اشتباكات في بعض الأحياء السكنية.
كما اندلع قتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الأسبوع الماضي في محيط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تقول الأمم المتحدة إنه يتعذر على العاملين في مجال الإغاثة الوصول إليها.
القنصلية المصرية
واحتشد مئات السودانيين أمام القنصلية المصرية في وادي حلفا على الحدود السودانية المصرية، للمطالبة بالحصول على تأشيرات دخول للأراضي المصرية. ويأتي هذا التحرك قبل يوم واحد من إغلاق القنصلية أبوابها بمناسبة عطلة عيد الأضحى.
وكانت السلطات المصرية قد شددت إجراءات منحها تأشيرات الدخول، وفرضت على كبار السن والنساء والأطفال الحصول عليها مسبقا لدخول مصر.
ويواجه آلاف النازحين في وادي حلفا نقصا حادا في الغذاء والدواء والمياه ومستلزمات الإيواء.