يشهد السودان معارك عنيفة في مناطق مختلفة من الخرطوم وأم درمان، وسط مخاوف من حدوث كوارث إنسانية بسبب نزوح عدد كبير من المدنيين إلى مناطق حدودية مختلفة مثل مصر وتشاد.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات أسلحة المضادات الأرضية وتحليق الطائرات الحربية خلال ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت جنوبي أم درمان ووسط وغرب الخرطوم.
كما أفاد المراسل باستمرار تصاعد الدخان حول مخازن رئيسية للوقود جنوبي الخرطوم كانت قد شهدت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكان الجيش السوداني قد شنّ أمس الجمعة، بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة، سلسلة غارات وقصف تعد الأعنف منذ اندلاع الحرب، أصابت مواقع مختلفة تتمركز فيها قوات الدعم السريع بمدن العاصمة السودانية.
في السياق ذاته، قال مراسل الجزيرة إن عشرات من الجرحى السودانيين، بينهم نساء وأطفال، وصلوا من إقليم دارفور إلى الحدود التشادية بسبب المعارك الدائرة هناك.
وتزداد معاناة هؤلاء بسبب نقص المستلزمات الأساسية للحياة في منطقة “أدري” التشادية.
وضع سيئ
من جهتها، وصفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمنتين نكويتا سلامي الوضع في السودان بالسيئ.
وحذرت نكويتا سلامي، في مقابلة خاصة مع الجزيرة، من أن الوضع قد يصبح كارثيا، وأضافت أن الوضع في دارفور حرج للغاية.
في سياق مواز، شهد معبر اشكيت الحدودي مع مصر تراجعا كبيرا في أعداد المسافرين السودانيين إلى الأراضي المصرية بسبب الإجراءات الجديدة التي ألغت بموجبها السلطات المصرية قرار السماح بدخول النساء والأطفال وكبار السن دون تأشيرة.
ويقول العالقون على الحدود الذين يزيد عددهم عن 15 ألف شخص، إن ما وصفوه ببطء إجراءات منح التأشيرات من القنصلية المصرية في وادي حلفا أسهم في تفاقم معاناتهم في ظل غياب المنظمات الإنسانية عن المنطقة.
وتسبب النزاع في نزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، رُبعهم تقريبا في إقليم دارفور حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات إنسانية جسيمة تترافق مع انقطاع في الاتصالات.
وزاد النزاع من حدة الأزمات التي يعانيها السودان، إحدى أكثر دول العالم فقرا حتى قبل المعارك، وأثّر على مجمل مناحي الحياة لسكانه الذين يقدّر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة.