كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) الأميركية عن تحركات أوروبية لعقد قمة دولية لا تحضرها موسكو، بهدف إعادة صياغة خطة السلام الأوكرانية، بينما تبادلت كلٌّ من روسيا وأوكرانيا الهجمات الجوية بالمسيّرات على عاصمتي الدولتين.
وقالت الصحيفة نقلا عن مستشار رئاسي أوكراني رفيع ودبلوماسيين أوروبيين إن أوكرانيا وحلفاءها يخططون لعقد قمة لزعماء العالم لا تحضرها روسيا، بهدف حشد الدعم لشروط كييف لإنهاء الحرب.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن خطة القمة تحظى بدعم قوي من القادة الأوروبيين، وإن فرنسا والدانمارك والسويد عرضت استضافتَها، كما أن القادة الأوروبيين بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يضغطون من أجل مشاركة الدول التي انحازت إلى روسيا أو رفضت اتخاذ موقف بشأن الحرب.
ونقلت وول ستريت عن دبلوماسيين أوروبيين أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب في وقت مبكر من هذا العام من نظيره الفرنسي مساعدته في التواصل الدولي مع قادة مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وبحسب الصحيفة، فإن هناك مساعي مع كييف لإعادة صياغة خطة السلام الأوكرانية في 10 نقاط، بطريقة تجعلها أكثر قبولًا للقوى العالمية الأخرى مثل الهند والبرازيل والسعودية والصين.
مخاطر نووية
وفي سياق متصل، دعا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الثلاثاء كلا من روسيا وأوكرانيا إلى الالتزام بخمسة “مبادئ ملموسة”؛ لضمان سلامة محطة زاباروجيا النووية وتجنّب “حادث نووي”.
وقال غروسي أمام مجلس الأمن الدولي “نحن محظوظون لعدم وقوع حادث نووي بعد”، مذكّرا بأن المحطة التي يسيطر عليها الجيش الروسي انقطعت عن شبكة الكهرباء 7 مرّات، واضطرت للاعتماد على مولدات الطوارئ لتبريد المفاعل، وهي “خط الدفاع الأخير في مواجهة حادث نووي”.
وتضمّ المبادئ التي أعلنها غروسي: تجنب شنّ هجوم من أي نوع من المحطة أو عليها، بالإضافة إلى تجنب استخدام الموقع لتخزين أسلحة ثقيلة أو حشد عسكريين، وألا يتم فصل المحطة عن شبكة الكهرباء.
وتقع محطة زاباروجيا -التي تعد الكبرى في أوروبا- على ضفاف نهر دنيبرو الفاصل بين المعسكرين في هذه المنطقة، وقد استُهدفت بشكل متكرر وقُطعت عن شبكة الكهرباء 7 مرات منذ سيطرة الجيش الروسي عليها في 4 مارس/آذار 2022.
تحذير تشيكي
وفي تصريح لافت، حذّر رئيس الأركان العامة التشيكي كاريل ريكا من احتمالات حدوث صدام بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال ريكا في كلمة ألقاها أمام البرلمان التشيكي إن هذا السيناريو السيئ يبدو ممكنا، وإن وروسيا تسير على طريق قد يؤدي لنشوب مثل هذا الصراع.
وأضاف أنه يجب على جيوش الناتو أن تستعد بشكل جدي لاحتمال اندلاع صراع عسكري مباشر مع موسكو.
حرب المسيّرات
ميدانيا، تبادلت كلٌّ من روسيا وأوكرانيا الهجمات الجوية بالمسيّرات على عاصمتي الدولتين المتصارعتين منذ أكثر من 15 شهرا، وذلك في تطور جديد للحرب.
وتعرّضت العاصمة الروسية موسكو فجر الثلاثاء لهجوم بمسيّرات، مما تسبب بأضرار “طفيفة” في عدة مبان وإصابة شخصين، وذلك عقب هجوم واسع بالطائرات المسيّرة تعرضت له العاصمة الأوكرانية كييف للمرة الثالثة خلال 24 ساعة، أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم غير المسبوق بالمسيّرات الذي استهدف موسكو فجر الثلاثاء، جاء ردا على ضربة روسية استهدفت مقرّ الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
من جهة أخرى، قال موقع ريبار العسكري الروسي إن الهجمات على موسكو كانت باستخدام مسيّرات من طراز “يو جيه-22” (UJ-22) تمتلكها القوات الأوكرانية.
من جهته، نفى ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني مشاركة كييف بشكل مباشر في هجوم بطائرات مسيّرة على موسكو الثلاثاء، لكنه قال إن بلاده تستمتع بمشاهدة الأمر، وتوقّع زيادة في تلك الهجمات.
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها لا تؤيد تنفيذ هجمات داخل روسيا، لكنها قالت إن موسكو تتحمل مسؤولية الحرب على أوكرانيا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ما زالت تقيّم ما حدث في موسكو، حيث استُهدفت أبنية سكنية لأول مرة منذ هجوم روسيا على أوكرانيا، وحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية.
هجوم هائل
من جانب آخر، قال رئيس بلدية كييف إن امرأة لقيت حتفها وأصيب ما لا يقل عن 11 آخرين، الثلاثاء، في ثالث هجوم تشنه روسيا على العاصمة الأوكرانية في غضون 24 ساعة.
وذكر مسؤولون أن أوكرانيا أسقطت أكثر من 20 طائرة مسيّرة روسية، في إطار ما وصفه رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرغي بوبكو بأنه “هجوم هائل” نفّذ على عدة مراحل ومن اتجاهات مختلفة.
وفي مايو/أيار الجاري، شنّت روسيا 17 هجوما جويا على كييف، معظمها خلال ساعات الليل، ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن الضربات هدفها إثارة الذعر وإضعاف الدفاعات الجوية قبل هجوم مضاد أوكراني متوقع.