قال الكرملين إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب عن دعمه الكامل لخطوات السلطات الروسية في مواجهة التمرد العسكري لقوات فاغنر، وفي حين قررت دول البلطيق تعزيز الأمن على حدودها مع روسيا، أكدت أميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أنهما تراقبان التطورات من كثب.
وأضاف الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا اليوم السبت مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال إنه يؤيد طريقة تعامل الحكومة الروسية مع تمرد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة.
وأكد مجلس الأمن البيلاروسي أن مينسك كانت ولا تزال حليفة لروسيا، معتبرا أن أي نزاع في الدوائر العسكرية والسياسية الروسية سيمثل هدية للغرب.
وشدد مجلس الأمن في بيان نشرته وزارة الخارجية البيلاروسية، على أن بيلاروسيا لا يمكن أن تقف موقف المتفرج من الأحداث الجارية في جنوب روسيا.
أما الخارجية الإيرانية فأكدت أن التطورات الراهنة في روسيا شأن داخلي، وأن طهران تدعم سلطة وسيادة القانون على الأراضي الروسية.
وعربيا، أعربت دولة قطر عن قلقها إزاء تطورات الأوضاع في روسيا، داعية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات.
فرحة أوكرانية
وفي أوكرانيا التي تخوض حربا مع روسيا، علّق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الأزمة قائلا إن “من يختارون طريق الشر يدمّرون أنفسهم”.
وقال في بيان على تويتر إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “أهان الناس” وزج بمئات الآلاف في حرب أوكرانيا فقط “ليحصّن نفسه في نهاية المطاف في موسكو ممن سلحهم بنفسه”.
من جانبها، رأت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار اليوم السبت أن روسيا باشرت باجتياحها أوكرانيا عملية تفضي إلى دمارها الذاتي، معتبرة أن تمرد مجموعة فاغنر يشكل “فرصة” لبلادها.
وكتبت ماليار عبر تليغرام “يقاتلوننا لكنهم يدمرون أنفسهم. ما معنى ذلك بالنسبة لنا؟ فرصة”، مؤكدة أن أوكرانيا ستواصل عملها حتى تحقيق “النصر”.
تعزيزات أمنية
وفي دول البلطيق المجاورة لروسيا، قالت كايا كالاس رئيسة وزراء إستونيا اليوم إن بلادها تعزز أمن حدودها، وناشدت المواطنين عدم السفر إلى أي جزء من روسيا المجاورة.
بدوره، قال إدجاردز رينكيفيكس وزير خارجية لاتفيا في تغريدة إن لاتفيا تعزز الأمن على حدودها مع روسيا ولن تسمح للروس بالدخول في ظل الوضع الحالي.
وفي بولندا المجاورة لروسيا أيضا، قال متحدث باسم الحكومة البولندية إن رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي بحث الوضع في روسيا مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية النمساوية أن فيينا أصدرت تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى روسيا.
وقالت الخارجية النرويجية إنها تتابع الوضع في روسيا من كثب، ونصحت مواطنيها بتحاشي السفر إلى روسيا خلال الفترة الحالية.
مشاورات غربية
وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث هاتفيا اليوم مع وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية لمناقشة الوضع الحالي في روسيا.
وأضافت في بيان أن بلينكن جدد التأكيد على أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا لن يتغير وأن بلاده ستبقى على تنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء مع استمرار تطور الوضع.
من جانبه، أعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع “تبادلوا وجهات النظر” بشأن الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية.
وكتب بوريل على تويتر “أجريت اتصالا مع وزراء خارجية مجموعة السبع لتبادل وجهات النظر بشأن الوضع في روسيا. عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين، أنسّق داخل الاتحاد الأوروبي، وقمت بتفعيل مركز الاستجابة للأزمات”.
وفي وقت سابق اليوم السبت، أعلن الاتحاد الأوروبي أن الأزمة الحاصلة بين مجموعة فاغنر الأمنية الخاصة والدولة الروسية “هي قضية داخلية”.
تقييم استخباراتي
وفي لندن، وصف وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي في تغريدة على حسابه على تويتر التطورات في روسيا بالكبيرة.
وأرفق هيبي تغريدته بتقييم استخباري لوزارة الدفاع البريطانية للأحداث أشار إلى أنّ ولاء قوات الأمن الروسية لا سيما قوات الحرس الوطني خلال الساعات القادمة سيكون حاسما في حسم الأزمة الحالية في روسيا.
ووفق الوزارة فإن زحف قوات شركة فاغنر داخل روسيا يمثل أبرز تحد للدولة الروسية في الفترة الأخيرة، مؤكدا أن تقييم الوزارة يشير إلى أن قوات فاغنر المتوجهة نحو موسكو لا تلقى مقاومة تذكر.