تنطلق غدا الأربعاء بالعاصمة الصينية بكين القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي بحضور قادة من مختلف البلدان الأفريقية، في مسعى من الصين لتعميق العلاقات مع القارة الغنية بالموارد والتي قدّمت لها قروضا بمليارات الدولارات لدعم البنى التحتية والتنمية.
وتعد الصين ثاني اقتصاد في العالم وأكبر شريك تجاري لأفريقيا، وقد بلغت التجارة الثنائية 167.8 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، وفق الإعلام الرسمي الصيني.
واستعدادا لاحتضان هذا الحدث الذي يستمر حتى السادس من سبتمبر/أيلول الجاري، شددت بكين الإجراءات الأمنية في وقت وضعت فيه لافتات بالطرقات ومواقف الحافلات تؤكد أن الصين وأفريقيا “تقفان معا من أجل مستقبل أكثر إشراقا”.
وكان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا من بين القادة الذين وصلوا إلى العاصمة الصينية صباح الاثنين في زيارة مدتها أربعة أيام، تشمل أيضا مدينة شنتشن (جنوب) التي تعد رائدة في قطاع التكنولوجيا.
ويتوقع أن توقّع الصين وجنوب أفريقيا على عدد من الاتفاقيات التي تركز على “تعزيز التعاون الاقتصادي وتطبيق التعاون التقني”، وفق ما أكد مكتب رامابوسا.
كما اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي أمس الاثنين، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة.
ووصل قادة كل من جيبوتي -التي أقامت فيها الصين أول قاعدة عسكرية لها في الخارج- وغينيا الاستوائية ونيجيريا ومالي وغيرها إلى بكين الأحد والاثنين.
كما عقد الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بدوره اجتماعا مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في بكين، ناقش العلاقات الثنائية وسبل تطوير مجالات التعاون في مختلف المجالات، كما تناول دور الصين البناء في أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي.
وبلغت قروض بكين للبلدان الأفريقية العام الماضي أعلى مستوى لها منذ خمس سنوات، بحسب دراسة لـ”قاعدة بيانات القروض الصينية لأفريقيا”. وكانت أنغولا وإثيوبيا ومصر ونيجيريا وكينيا أكبر الجهات المستدينة.
لكن البيانات تظهر أن القروض انخفضت كثيرا عما كانت عليه عام 2016 عندما بلغ مجموعها نحو 30 مليار دولار.
ويأتي هذا المنتدى الصيني الأفريقي في وقت يراقب فيه القادة الأفارقة عن كثب الصراع على الهيمنة والموارد في القارة بين الولايات المتحدة والصين، إذ حذرت واشنطن مما تعتبره نفوذ بكين “الخبيث” في القارة.