دعت دول عدة إلى فتح ممر إنساني لإنقاذ سكان قطاع غزة، مستنكرة فرض الحصار الكامل على القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف أدى لمحو أحياء سكنية كاملة، وخلّف آلاف الشهداء والجرحى.
وقالت وزيرة خارجية النرويج أنيكن هويتفلت اليوم الجمعة إن حجم الدمار في غزة “هائل”، معربة عن خشيتها أن “يواجه السكان المدنيون مصاعب أكبر في الأيام المقبلة”.
وشددت هويتفلت على أن فرض حصار كامل على القطاع يشمل الماء والكهرباء والغذاء “أمر غير مقبول”. وأضافت أن على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية وضمان وصولها للسكان المدنيين في غزة.
عقاب وانتهاك
من جهته، قال رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار إن إسرائيل تمارس عقابا جماعيا في غزة، وليس لها الحق في انتهاك القانون الدولي.
وذكرت وكالة “بي إيه ميديا” البريطانية أن رئيس الوزراء الأيرلندي دعا أيضا إلى فتح ممر إنساني للسماح بوصول المساعدات إلى الفلسطينيين.
وقال فارادكار لراديو وتلفزيون أيرلندا “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ليس لها الحق في الظلم”. وأعرب عن قلقه مما يراه يحدث في غزة في الوقت الراهن.
وأوضح أن إسرائيل تنتهك القانون الإنساني من خلال معاقبتها المدنيين الفلسطينيين، وأن أيرلندا ستسعى إلى فتح ممر إنساني للسماح بوصول المساعدات إلى غزة.
من جانب آخر، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إنه تحدث عبر الهاتف مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وناشده فتح ممر إنساني للسماح للفلسطينيين إما بالنزوح إلى مصر وإما تلقي المساعدات الإنسانية.
اجتماع لمجلس الأمن
وقد دعت البرازيل -التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي- إلى عقد اجتماع للمجلس اليوم الجمعة لبحث تطورات الصراع.
من ناحية أخرى، دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس الخميس إلى وقف إطلاق النار، معربا عن إدانته “الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان” في قطاع غزة.
وكذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قطع المياه والكهرباء عن القطاع يخالف القوانين الدولية، وقال إن الهجمات الإسرائيلية على غزة ترقى إلى مستوى المجازر الجماعية وتتعارض مع قوانين الحروب، كما انتقد الموقف الأميركي.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمس الخميس بمؤتمر شبابي في أنقرة، “الآن غزة تفتقر للماء والخبز والغذاء والكهرباء، والغرب لا يكترث بأن هذا يخالف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولا يتخذ أي تدابير”.
وتابع “الولايات المتحدة سترسل حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة. واضح أنها ستصب الزيت على النار في فلسطين”.
وتشن إسرائيل حربا عنيفة على قطاع غزة، أوقعت أكثر من 1537 شهيدا و6612 مصابا، في وقت ارتفع فيه عدد القتلى الإسرائيليين على يد المقاومة الفلسطينية منذ إطلاق عملية طوفان الأقصى إلى 1300.
وقطعت إسرائيل إمدادات الغذاء والماء والكهرباء عن غزة، في حين اعتبرت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز أن تجويع السكان المحاصرين في غزة وحرمانهم من الضروريات يعدان جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وقالت المقررة الأممية إن جزءا كبيرا من سكان قطاع غزة المحاصر يتعرضون للإبادة.
وينص القانون الإنساني الدولي على حظر العقاب الجماعي لمجموعة من الأشخاص بسبب جريمة ارتكبها فرد.