تكشف استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأميركية توجهًا جديدًا بين فئات الشباب والتقدميين، يدعو إلى الالتفات للشؤون الداخلية الأميركية ويشكك في جدوى تقديم مليارات الدولارات لإسرائيل على حساب تحسين الوضع الداخلي، مما قد يعني تراجعًا في ثقة الناخبين من أن الدعم المطلق لإسرائيل يعزز مصالح الولايات المتحدة.
وسلّطت فقرة “نافذة من واشنطن” التي بثتها قناة الجزيرة الضوء على تعامل المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية مع ملف العلاقات الدولية وخاصة مع إسرائيل، وموقفهما من الحرب التي تشنها على قطاع غزة.
وكان تيم والز، مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، قد قال إن بلاده لا يمكنها السماح بما يحدث في غزة. وأضاف والز في مقابلة إذاعية “أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، كما أن للفلسطينيين الحق في الحياة والحرية”.
أما الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، فقد اتهم منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بدعم القوى التي تريد تدمير الحضارة الغربية وإسرائيل، حسب تعبيره.
وعن تعامل المرشحين للانتخابات الرئاسية مع إسرائيل، يقول ديفيد ديغورتي، المسؤول السابق في حملة الحزب الديمقراطي للانتخابات الشرعية ومحلل الشؤون الإستراتيجية في الحزب الديمقراطي، إنه يتعين على هاريس إجراء بعض التغييرات السياسية، لكنها لا تملك الوقت الكافي لفعل ذلك، ولا يبدو أنها ستحجب المساعدات عن إسرائيل.
وبالنسبة لمرشح الجمهوريين دونالد ترامب، فالناخب الأميركي يعرف أنه داعم لإسرائيل، وإذا فاز بالانتخابات فلن يفرض عليها أي قيود، كما يقول ديغورتي لقناة الجزيرة ضمن فقرة “نافذة من واشنطن”.
وفي نظر ديغورتي، يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يفوز ترامب في الانتخابات الأميركية، وفي المقابل يريد أن يبدو الرئيس الحالي جو بايدن ضعيفا، ولا يتطلع لعهدة رئاسية أميركية تقودها هاريس، لأنها جزء من الإدارة الديمقراطية ويتوقع أن تخفف من الدعم الأميركي لإسرائيل.
ترامب يقولها صراحة
ومن جهته، يؤكد الدكتور أندرو تابلر، المستشار السابق لمجلس الأمن القومي إبان عهد الرئيس ترامب أن المرشح الجمهوري يقولها صراحة وبكل وضوح إنه سوف يدعم إسرائيل في كل عملياتها، لكن لا يعرف إلى أي مدى سيكون هذا الدعم إذا وصل مجددا إلى البيت الأبيض، وهل ستتغير التكتيكات العسكرية، وذكّر بأن ترامب لم يشأ الدخول في حرب مع إيران التي تدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتساءل تابلر عن مدى قدرة المرشح الجمهوري على الفوز في ولاية ميشيغان التي فيها ناخبون من أصول عربية، قالوا إن أصواتهم معروفة بشأن القضية الفلسطينية.
ورغم أن أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى استمرار تقدم المرشحة الديمقراطية على منافسها الجمهوري، يؤكد تابلر أن استطلاعات الرأي تظهر أن الولايات المتأرجحة باتت تقترب من ترامب.
ووفقًا لمتوسط الاستطلاعات المنشورة على موقع “ريلكلير بوليتيكس”، فإن هاريس تتقدم بفارق 1.8% على المستوى الوطني، حيث تحظى بدعم أكثر من 48.3% من الناخبين المستطلعة آراؤهم، في مجمل الاستطلاعات الأخيرة، بينما قال 46.5% منهم إنهم سيصوتون لمنافسها الجمهوري.
كما أظهرت آخر الاستطلاعات التي أجرتها مؤسسة “إيمرسون” تقدم هاريس بفارق نقطتين، بعد حصولها على دعم 49% من المشاركين في الاستطلاع، مقابل 47% لترامب.