8/7/2025–|آخر تحديث: 12:22 (توقيت مكة)
في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، جلس الطفل محمد منذر الدربي عاجزا عن كبح جوعه، فمدّ يده إلى الأرض وأكل الرمل، ولم تكن نوبة غضب ولا لحظة عبث، بل فعلا نابعا من جوع حقيقي، بعدما فشل مرارا في الحصول على المساعدات.
وخرج محمد، ابن الـ13 عاما، كغيره من الأطفال بعد أن سمع أنباء عن وجود مساعدات قُرب البحر. وكان أحدهم يركض في الشارع ويهتف بأن شاحنة إغاثة وصلت، جهّز الطفل نفسه وركض، متأملا أن يعود بشيء، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى الشاحنة إلا بعد أن فرغت من حمولتها.

وتكرر المشهد أكثر من 12 مرة، وفي كل مرة يركض محمد، ينتظر ويحاول، ثم يعود خالي الوفاض. وفي إحدى المرات انهار تماما، ولم يكن في البيت طحين ولا أي نوع من الطعام، فاضطر إلى أكل الرمل.
يقول الطفل إن الحياة قبل الحرب كانت مختلفة، وكل شيء متوفر من الطعام والشراب، أما بعد الحرب، فلا طحين، لا ماء، ولا حتى ما يسد به الجوع.

محمد، الذي كان يمتنع دائما عن طلب المساعدة من أحد بسبب اعتزازه بنفسه، اضطر بعد الحرب إلى العمل عند ابن عمه ليتمكن من شراء الطعام لأخته الصغيرة، ويختم حديثه “كنا نعيش بكرامة وأصبحنا نطلب لنعيش”.
ووسط هذا الواقع، لا يجد محمد سوى سؤال واحد يردده باستمرار: “وين العالم عنّا؟ نحنا جوعانين”.