30/6/2025–|آخر تحديث: 20:15 (توقيت مكة)
تتواصل اليوم الاثنين موجة حر قاسية في جنوب أوروبا، حيث تسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في اندلاع حرائق في عدة دول، بينها فرنسا وإيطاليا، وكذلك في تركيا.
ودفعت موجة الحر المبكرة السلطات في عدة دول إلى إصدار تحذيرات صحية وإنذارات من اندلاع حرائق غابات، وسط توقعات بارتفاع جديد في درجات الحرارة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ومنذ عدة أيام، تعاني فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال من موجة حر وصلت فيها مستويات الحرارة إلى 46 درجة مئوية في بعض المناطق.
ففي فرنسا التي يتوقع أن تصل درجات الحرارة فيها إلى ذروتها غدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء، وضعت هيئة الأرصاد الجوية 84 من أصل 101 منطقة في البلاد في حالة تأهب برتقالية اللون لموجة الحر من اليوم وحتى منتصف الأسبوع.
ومع موجة الحر الأولى هذا الصيف، دعت فرنسا السكان للبحث عن ملاجئ، وقالت وزارة التعليم إن نحو 200 مدرسة ستُغلق جزئيا على الأقل خلال الأيام الثلاثة المقبلة بسبب الحر.
وفي إسبانيا، حيث توفي 3 أشخاص جراء ضربات الشمس، أفادت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية اليوم بأن الحرارة بلغت 46 درجة مئوية السبت في ولبة (جنوبي البلاد) قرب الحدود مع البرتغال، وهي درجة قياسية في يونيو/حزيران، ويتوقع أن تبلغ الموجة ذروتها اليوم.
وقالت الهيئة إن مستويات الحرارة في إكستريمادورا والأندلس، في الجنوب والجنوب الغربي من البلاد، بلغت 44 درجة أمس الأحد، وفي العاصمة مدريد، اقتربت الحرارة من 40 درجة.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية إن أمس الأحد كان الأكثر حرا في البلاد منذ العام 1950 على الأقل، مشيرة إلى أن الشهر الجاري في طريقه ليصبح أكثر شهور يونيو/حزيران حرارة على الإطلاق منذ بدء التدوين في السجلات.
وفي الجارة البرتغال، أُعلنت حالة إنذار قصوى في ثلثي البلاد تحسبا لارتفاع شديد في درجات الحرارة واندلاع حرائق غابات، وتعمل فرق الإطفاء على إخماد حريق شبّ أمس الأحد بالقرب من كاستيلو برانكو (وسط).
وقد تخطت الحرارة أمس الأحد 46.6 درجة مئوية في مورا على بعد حوالى 100 كيلومتر شرق العاصمة لشبونة.
وفي إيطاليا، أُعلنت حالة إنذار من الحر الشديد في 21 مدينة من شمال البلاد إلى جنوبها، من بينها ميلانو ونابولي والبندقية وفلورنسا وروما وكاتانيا، ويتوقع أن تصل درجة الحرارة اليوم إلى 41 درجة مئوية في فلورنسا و38 درجة في بولونيا و37 درجة في بيروجيا.
وأفادت وسائل إعلام بوفاة امرأة مسنة إثر اختناقها بسبب الدخان المتصاعد من حريق بالقرب من منزلها في بوتينتسا (جنوب)، وسجلت المستشفيات زيادة بنسبة 10% في حالات ضربات الشمس.

حرائق بسبب الحر
وقد أدت موجة الحر الشديدة إلى حرائق التهمت مساحات من الغابات وإجلاء آلاف السكان.
ففي فرنسا، اندلعت حرائق غابات أمس الأحد في منطقة أود (جنوب غربي البلاد)، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية، مما أدى إلى احتراق 400 هكتار وإخلاء منطقة إقامة مخيمات ودير، وفقا للسطات ووسائل الإعلام.
وقالت السلطات الفرنسية اليوم إن الحرائق تحت السيطرة ولكن لم يتم إخمادها بعد.
وفي جزيرة صقلية الإيطالية، عملت فرق الإطفاء لعدة ساعات لإخماد 15 حريقا.
وفي تركيا، استمرت حرائق الغابات لليوم الثاني على التوالي في منطقة إزمير (غربي البلاد)، حيث أججتها رياح قوية، وقال وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي إنه تم إخلاء 4 بلدات وحيين.
من جهتها، قالت الوكالة التركية لإدارة الكوارث (آفاد) إنه تم إجلاء أكثر من 50 ألف شخص إثر حرائق الغابات التي طالت -خصوصا- محافظات إزمير ومانيسا (غرب) وهاتاي (جنوب شرق).
وأظهرت لقطات -بثتها وسائل إعلام- فرقا تستخدم جرارات مزودة بمقطورات مياه وطائرات مروحية تحمل المياه، بينما كان الدخان يتصاعد فوق التلال حيث الأشجار المتفحمة.
والأسبوع الماضي، كافحت فرق الإطفاء اليونانية حريق غابات على الساحل الجنوبي لأثينا، مما اضطر السلطات لإجلاء عدد من السكان.

حرارة قياسية
في غضون ذلك، أعلنت هيئة الأرصاد الفرنسية اليوم أنه تم تسجيل درجة حرارة قياسية لشهر يونيو/حزيران في حوض المتوسط أمس الأحد.
وقال تيبو غينالدو، الباحث في مركز دراسات الأرصاد الجوية عبر الأقمار الاصطناعية في لانيون (كوت دارمور)، “لم نسجّل من قبل درجة حرارة يومية بهذا الارتفاع في شهر يونيو/حزيران، محسوبة على كامل حوض البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف غينالدو أن متوسط درجة حرارة البحر المتوسط حاليا أعلى بـ3 درجات من الأرقام الموسمية المسجلة بين عامي 1991 و2020، في حين يتجاوز ذلك 4 درجات حول السواحل الفرنسية والإسبانية.
من جهتها، قالت الباحثة في المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث إيمانويلا بيرفيتالي إن موجات الحر في منطقة البحر المتوسط أصبحت أكثر تواترا وشدة في السنوات الأخيرة.
ويحذر خبراء من أن موجات الحر تشتد بفعل تغير المناخ وستزداد تواترا. كما يؤكد علماء أن تغير المناخ يفاقم موجات الحر الشديدة، لا سيما في المدن، حيث تزداد درجات الحرارة جراء العدد الكبير من المباني.
وتشير السجلات إلى أن العام الماضي هو الأكثر حرارة على كوكب الأرض على الإطلاق.