قارن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع قناة “تي إف 1” الفرنسية قصف السكان في غزة ومقتل عشرات المدنيين بغارة نفذها الجيش الفرنسي بالخطأ على حفل زفاف في مالي.
وردا على سؤال طرحه المذيع خلال المقابلة “هل يمكننا تنفيذ عمليات كوماندوز بدلا من هذا العمل الضخم الذي يقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء؟” أجاب نتنياهو “هذه ليست هجمات غير محددة الأهداف، نحن نبذل كل ما في وسعنا”.
وأضاف “في مالي قامت القوات الفرنسية في سعيها لاستهداف قادة الإرهابيين بقصف حفل زفاف، مما تسبب في خسائر فادحة بصفوف المدنيين”.
وتابع نتنياهو “هذا شيء يحدث في الحرب، لكنني لا أقول إن ماكرون مجرم حرب، لن أقول إن الجيش الفرنسي فعل ذلك عمدا، ونحن لا نفعل ذلك أيضا”.
وصرح نتنياهو بأنه في بعض الأحيان قتل الجيش الإسرائيلي بعض قواته في غزة بالخطأ وقد اعترف بذلك.
وكرر نتنياهو في المقابلة الموقف الرسمي لحكومته فيما يتعلق بالعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ووصف الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل باستهدافها المدنيين وتجويعهم بأنها “افتراءات معادية للسامية”.
وقال “لا أعلم إذا كان علينا أن نحتل غزة، ولكن يجب أن نتمكن من دخولها في أي وقت”، مضيفا أن إعطاء دولة للفلسطينيين الآن سيكون أعظم مكافأة “للإرهابيين”.
موجة غضب
وتأتي هذه المقابلة -التي أجريت عن بعد- وسط موجة من السخط الدولي أثارها القصف الدامي لمخيم للنازحين في رفح الأحد الماضي، حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرباته وهجومه البري الذي بدأه في 7 مايو/أيار الجاري على المدينة المكتظة بالنازحين للقضاء على ما يقول إنها آخر كتائب حركة حماس.
وتجمّع مئات المتظاهرين مساء أمس الخميس أمام مقر القناة الفرنسية “تي إف 1” الخاصة في ضواحي باريس احتجاجا على بث قناة “إل سي إي” الإخبارية التابعة للمجموعة الإعلامية مقابلة نتنياهو.
ولم يتمكن المحتجون من الوصول إلى المبنى الذي عزلته قوة كبيرة من الشرطة، فتظاهروا خارجه وهم يهتفون “غزة، غزة، باريس معك”، و”وقف إطلاق النار الآن”، و”إسرائيل قاتلة”، كما نددوا بمجزرة رفح والتواطؤ الغربي مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد الإعلان خلال النهار عن بث هذه المقابلة أعرب العديد من نواب حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي عن سخطهم ودعوا إلى هذا التجمع.