قالت الرئاسة الروسية “الكرملين”، اليوم الثلاثاء، إنها ستتابع عن كثب قمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” التي تعقد في ليتوانيا وتستمر يومين، معتبرة أن الحلف يعامل روسيا على أنها “عدو”.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في إفادة صحفية دورية، إن زعماء الحلف ينظرون إلى روسيا على أنها عدو وخصم، مشددا على أن المناقشات في قمة الحلف في ليتوانيا “ستجري من هذا المنطلق”.
وأضاف “نراقب هذا بعناية لأن الكثير مما قيل سيخضع لتحليل دقيق من أجل اتخاذ إجراءات لضمان أمننا”.
وقال بيسكوف إنه من المحتمل أن تكون قضية انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي “خطيرة جدا على الأمن الأوروبي، وبالتالي فإن من سيتخذون القرار يجب أن يكونوا على دراية بذلك”.
واعتبر الكرملين أنّ قرار فرنسا إرسال صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا خاطئ وستكون له عواقب على كييف، مشيرا إلى أن موسكو ستتخذ إجراءات مضادة.
انضمام السويد
وأضاف أن القادة الأوروبيين لم يفهموا على ما يبدو أن نقل البنية التحتية العسكرية للحلف باتجاه حدود روسيا كان خطأ.
وتابع أن انضمام السويد المتوقع إلى الناتو ستكون له “تداعيات سلبية” واضحة على الأمن الروسي وسيتطلب ردا من موسكو.
وقلل بيسكوف من أهمية قرار تركيا العدول عن معارضتها لانضمام السويد، وقال إن أنقرة عليها التزامات بصفتها عضوا في الحلف.
وأضاف أن روسيا ستواصل تطوير علاقاتها مع تركيا، التي خالفت باقي أعضاء الحلف ورفضت فرض عقوبات اقتصادية على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
تأجيج الصراع
وفي تصريحات منفصلة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تتخذ إجراءات “مناسبة” تحسبا لتوسع جديد للحلف، لكنه لم يخض في تفاصيل.
وفي إطار سلسلة من تصريحات أدلى بها دبلوماسيون روس بارزون قبيل عقد قمة الحلف في مدينة فيلنيوس، قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف إن العلاقات بين روسيا والغرب تتجه نحو السيناريو الأكثر سلبية وهو المواجهة بين روسيا والحلف.
من جهته، اتهم المفاوض الأمني الروسي المقيم في فيينا قسطنطين غافريلوف الولايات المتحدة بتأجيج الصراع عبر تدفقات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وجاءت الردود الروسية، بعد تصريحات للأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قال فيها إنه يتوقع أن تتلقى أوكرانيا اليوم “رسالة إيجابية” فيما يتعلق بسعيها للانضمام إلى الحلف، مشددا على أن “تعزيز ردع الناتو ودفاعه على رأس جدول أعمال قمتنا”.
وكانت موسكو قد اعتبرت أن توسع الحلف شرقا كان سببا رئيسيا في قرارها لغزو أوكرانيا قبل ما يقرب من 17 شهرا.
خطة دفاع شامل
ومن المتوقع أن يوافق زعماء الحلف خلال القمة المنعقدة في العاصمة الليتوانية على أول خطة دفاع شاملة للحلف منذ نهاية الحرب الباردة في مواجهة أي هجوم من جانب موسكو.
وقال دبلوماسيون أيضا إن الخلافات بين أعضاء الحلف حول مساعي أوكرانيا للانضمام آخذة في الانحسار، ومع ذلك لن توجه الدعوة إلى كييف للانضمام طالما بقيت الحرب مستعرة على أراضيها.
وقدمت فنلندا والسويد طلبا للانضمام إلى الحلف العام الماضي في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وانضمت فنلندا رسميا في أبريل/نيسان.
وتقترب السويد الآن من أن تصبح العضو الـ32 في الحلف، بعدما تخلت تركيا عن معارضتها لهذه الخطوة عشية القمة.