اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم الأحد أن إسرائيل “فشلت” في تحقيق أهدافها في غزة ما سيقودها إلى “التفاوض” ووقف الحرب التي دخلت يومها المئة، مؤكدا أن التصعيد على حدود لبنان مرتبط بوقف العدوان على القطاع.
وقال نصر الله في كلمة متلفزة في مرور أسبوع على مقتل القيادي العسكري في الحزب وسام الطويل باستهداف إسرائيلي في جنوب لبنان “ما أنجز العدو خلال مئة يوم سوى القتل (…) لكنه لم يصل إلى أي نصر حقيقي. ولم يصل إلى صورة نصر. وفشل في تحقيق الأهداف المعلنة وشبه المعلنة والضمنية”.
وأضاف “في هذه المعركة وبعد مئة يوم، لست أنا وانتم من يقول ما يلي، الإسرائيليون، المسؤولون، القادة العسكريون والسياسيون (…) أن إسرائيل بعد مئة يوم غارقة في الفشل”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مستمرة على قطاع غزة، خلفت حتى اليوم نحو 24 ألف شهيد وأكثر من 60 ألف جريح ودمارا هائلا في البنية التحتية والمرافق الحيوية والمستشفيات وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ومنذ اليوم التالي للحرب، تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. وأعلن حزب الله أن جبهة لبنان هي جبهة “دعم ومساندة” لغزة.
وتزامنا، شنت حركة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن هجمات صاروخية وبالمسيرات استهدفت إيلات جنوب إسرائيل وصعدوا هجماتهم لتطال سفنا تقول إنها مرتبطة بتل أبيب في البحر الأحمر، كما تتبنى فصائل عراقية هجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في سوريا والعراق.
وقال نصر الله “هذا المسار اذا استمر سواء في غزة أو الضفة (الغربية) أو لبنان واليمن والعراق، سوف يوصل إلى نتيجة واضحة وهي أن حكومة العدو لن تجد أمامها سبيلاً آخر سوى القبول بشروط المقاومة في غزة، وبالتالي الوصول إلى نقطة إعلان وقفا للعدوان على غزة والذهاب إلى التفاوض”.
هجمات البحر الأحمر
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن الولايات المتحدة أخطأت حين اعتقدت أن جماعة الحوثي اليمنية ستوقف مواجهة إسرائيل في البحر الأحمر مضيفا أن التحركات الأميركية وضعت كل الملاحة بهذه المنطقة في خطر.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا عشرات الغارات خلال اليومين الماضيين على أهداف في اليمن قالت إنها تابعة للحوثيين، والهدف من تلك الغارات “إضعاف قدرات الجماعة على شن هجمات تهدد الملاحة الدولية في المنطقة”.
ومنذ بدء التصعيد في لبنان، قتل 190 شخصاً بينهم أكثر من 140 عنصراً من حزب الله وأكثر من عشرين مدنياً بينهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويعلن حزب الله يومياً استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مقتل إسرائيليين اثنين بصاروخ أطلق من لبنان وأصاب منزلا في تجمع سكاني قرب الحدود. كما أكد أنه قتل ثلاثة مسلحين حاولوا التسلل عبر الحدود.
جاهزون “لحرب بلا ضوابط”
ووسط قلق متزايد من اتساع نطاق التصعيد، يزور بيروت في الفترة الأخيرة مسؤولون غربيون يحضون على ضبط النفس.
وأكد نصر الله أن موفدي دول غربية عدة “قالوا وهولوا إذا لم توقفوا الحرب الآن، فإن اسرائيل تريد أن تشن حرباً على لبنان”.
وأضاف “موقفنا في هذه المسألة واضح جداً، هو أن جبهة لبنان هدفها وقف العدوان على غزة”، موضحاً “فليتوقف العدوان على غزة، وعند ذلك في ما يتعلق بلبنان لكل حادث حديث”.
وقال نصر الله، الأحد “نحن منذ 99 يوما جاهزون للحرب، وسنُقبل عليها، وسنقاتل من دون أسقف ولا ضوابط إذا فرضت علينا”.