قال الكاتب غدعون ليفي -في عموده بصحيفة هآرتس- إنه ثبت مرة أخرى أنه لا يوجد بديل واقعي ولا مبادرة أصيلة ولا معارضة حقيقية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مستنتجا أن إسرائيل دولة بصوت واحد، ونظرة واحدة، ورأي واحد يردد: “معا سننتصر”، في إشارة إلى شعار الحرب الذي تبناه نتنياهو منذ بداية هذه الحرب.
وأوضح الكاتب أن سلوك أحزاب الوسط طوال الحرب، بما في ذلك نتائج تصويتين مهمين في الكنيست الأسبوع الماضي، يثبت بوضوح أنه لا يوجد أي حل فيما يتعلق بالقضايا الأساسية للدولة.
وأضاف أن تلك القضايا هي التي تحدد شخصية إسرائيل القائمة على الاستيطان والحرب، والديمقراطية، وذلك رغم وجود اختلافات كبيرة بين اليمين والوسط واليسار الصهيوني، وفي ضوء الصراع السياسي العنيف المحتدم الآن بين المعسكرين، حيث الجميع يتحدث عن انقسام وصدع وهوة، مع أنه لا توجد في الواقع اختلافات حقيقية في الرأي.
كوهين: حرب إسرائيل الأكثر وحشية والأكثر عبثية ليس لها صوت معارضة واحد في الكنيست، رغم أن العالم كله يدعو إلى وقفها
وعبر الكاتب عن قناعته بأن سياسة إسرائيل لن تختلف إذا حكمها أي من القادة الحاليين المعارضين لنتنياهو، بيني غانتس أو غادي آيزنكوت أو يائير لبيد، مستغربا أن تتحد لتأييد قرار حكومي يعارض الاعتراف “الأحادي” بالدولة الفلسطينية، مع أن سياستها الاحتلالية والاستيطانية أمّ الأحادية.
ورغم أن إسرائيل انقسمت بين حراس الديمقراطية ومدمريها، كما يقول ليفي، فها هي تتحد في أول اختبار خلف إجراء مناهض للديمقراطية -حسب الكاتب- حين رفع معظم الذين ناضلوا ضد الانقلاب الحكومي، وجميع الذين صرخوا من أجل الديمقراطية، أيديهم لصالح إقالة أحد المشرعين بسبب آرائه ونظرته للعالم أو فروا من التصويت جبنا.
وبذلك انتصر الانقلاب، لا بأصوات اليمين فقط هذه المرة، بل بأصوات أحزاب الوسط واليسار، وكان هروب كل من غانتس وغادي آيزنكوت ويائير لبيد وميراف ميخائيلي وزملائهم من التصويت، بمثابة وصمة عار لأولئك الذين يزعمون أنهم يناضلون من أجل الديمقراطية، وكان ينبغي عليهم أن يصوتوا بــ”لا” بصوت عال وواضح.
وخلص الكاتب إلى أن حرب إسرائيل الأكثر وحشية وعبثية ليس لها صوت معارض واحد في الكنيست، رغم أن العالم كله يدعو إلى وقف الحرب، وأن كل الحروب السابقة كان لها معارضون ولو بعد التأييد في البداية.
وختم غدعون ليفي بأن كراهية نتنياهو هي وحدها التي تذكر بأن هناك ائتلافا ومعارضة، ولكن هذه الكراهية هي في الأساس أمر شخصي، ولكنه ليس لديه اقتراحا لبديل، رغم صحة ما ينسب إلى رئيس الوزراء من الكذب وحب المتعة والفساد والتخلي عن الرهائن، والارتماء في أحضان اليمين المسيحاني المتطرف.