قالت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين، إن إسرائيل بابتزازها الذي وصفته بـ”المشين” لطالبي اللجوء الأفارقة للقتال في قطاع غزة قد ينتهي بها إلى بناء جيش من المرتزقة، يشبه مجموعة فاغنر الروسية، وفق تعبيرها.
وأفادت، في مقال افتتاحي، بأن ما كشفته بخصوص استغلال طالبي اللجوء الأفارقة للقتال في غزة مقابل مساعدتهم في الحصول على إقامة دائمة إنما هو “غيض من فيض وما سمح بنشره ليس إلا”.
وكانت الصحيفة حصلت على شهادات تفيد بأن الجيش يستغل، وبعلم قيادته، حاجة طالبي اللجوء إلى تسوية أوضاعهم القانونية لإقناعهم بالقتال في غزة، وهو ما أقدم عليه بعضهم فعلا، لكن دون أن يحصل أي منهم على الإقامة الدائمة بعد.
وشددت هآرتس على أن الزج بمن سمتهم “المستضعفين” في مهام قتالية خطيرة يجازفون فيها بحياتهم بدل الجنود جريمة حرب تذكّر بما كشفته سابقا عن استخدام الجيش للفلسطينيين، بعد تصفيدهم وتثبيت كاميرات على أجسامهم، لاستكشاف الأنفاق في غزة بدل وحدة كلاب الجيش، وهو أمر انتهى حتى الآن بمقتل فلسطيني واحد.
وأضافت أن إسرائيل بابتزاز طالبي اللجوء ليقاتلوا في حرب “ليست حربهم وفي جيش ليس جيشهم وباستخدامهم دروعا بشرية” وهو ما تمنعه اتفاقية جنيف، خطت خطوة أخرى على طريق زلق، قد ينتهي فيه تجنيدهم بإنشاء قوة مرتزقة محلية تشبه فاغنر الروسية.
وأشارت إلى أن الحرب تقذف بإسرائيل إلى “درك أسفل كل مرة”، وإن عِلم المنظومة الأمنية بالضغط على طالبي اللجوء للقتال يجعل الأمر أخطر، وإن الجيش، الذي يدعي أنه الأكثر أخلاقية في العالم، لم يستطع بعد عام كامل من الحرب حتى محاولة إثبات زعمه هذا دون تعريض نفسه للسخرية.
ودعت قيادة الجيش الإسرائيلي لمنع أساليب الابتزاز هذه، لأن “الاستغلال الدنيء لهؤلاء المستضعفين أمر لا تفعله حتى الجيوش التي لا تمت للأخلاق بصلة”، بحسب تعبيرها.
يُذكر أن جيش الاحتلال يعاني من نقص في الجنود وإرهاق قوات الاحتياط إثر الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.