كشفت صحيفة “هآرتس” أن الجيش الإسرائيلي اعترف بقتل المسن الأعزل الذي نشرت الجزيرة مقطع فيديو لإعدامه في منزل غرب غزة، مشيرا إلى أنه يحقق في ظروف مقتله.
وقالت الصحيفة العبرية إن الجيش الإسرائيلي يتذرع بأن قواته كانت تعمل في منطقة قتال معقدة حين قتلت المسن الأعزل.
وكانت قناة الجزيرة بثت مشاهد توثق قتل جنود الاحتلال مسنا فلسطينيا أعزل أثناء اقتحام منزل غرب مدينة غزة شمال القطاع.
وأظهرت المشاهد -التي تم تصويرها بكاميرا أحد الجنود الإسرائيليين- لحظات اقتحام المنزل من قبل الجنود وقتل المسن الذي كان موجودا وحده في المنزل.
وتمكنت الجزيرة من التعرف على هوية المسن الذي أعدمه جنود الاحتلال واعترفوا بذلك، وحصلت على تفاصيل جديدة تكشف عن تصفية جنود الاحتلال 50 مدنيا في نفس المنطقة.
وتبين أن الشهيد الذي ظهر في هذه الصور -التي كشفت عنها الجزيرة أمس الجمعة- هو عطا إبراهيم المقيد، وهو مسن أصم يبلغ من العمر 73 عاما. وحصلت الجزيرة على صورة لجثمان الشهيد بعد تحللها، ولكن لم تبثها نظرا لقساوة المشهد.
ولم يكن بمقدور الشهيد أن يعرف بوصول الجنود إلى المكان واقتحامهم المنزل، لأنه لم يسمع أصوات إطلاق النار في المكان، وعندما تفاجأ بدخول الجنود إلى المنزل لم تسعفه إشارته لهم بعدم إطلاق النار عليه.
وتتوافق هذه المعلومات مع ما قاله الجندي الإسرائيلي الذي قتل الشهيد عطا من أن الشهيد أشار له طالبا منه عدم إطلاق النار عليه، وتبين أنه لم يكن يشكل أي خطر.
كما استطلعت الجزيرة موقع المنزل الذي تمت فيه جريمة القتل، وطالب أهل الضحية بالحصول على أي معلومات تدل على مكان دفنه.
وحسب بيانات الكاميرا، فإن تاريخ المقطع يعود إلى السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عند الساعة الثالثة و55 دقيقة بعد الظهر.
50 شهيدا
وحصلت الجزيرة -أيضا- على تفاصيل جديدة تكشف عن تصفية جنود الاحتلال 50 مدنيا في المنطقة نفسها، وتدمير وتجريف منازل ومنشآت.
ويفيد شهود عيان من سكان المنطقة للجزيرة بأن المربع السكني تحول إلى أحد أهم نقاط تمركز جنود الاحتلال، حيث أعدموا أكثر من 50 فلسطينيا من سكان منازله في أثناء محاولات هروبهم من المكان.
ووفق شهادات من بقي من سكان المنطقة على قيد الحياة، فقد دُفن الشهداء الـ50 بطرق عشوائية وسريعة.
وقبل انسحاب الجيش الإسرائيلي تم تدمير المنطقة بالكامل حسبما أظهرت صور حصرية للجزيرة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.