دعت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق فوري في قصف دبابة إسرائيلية منزل مواطن في مستوطنة بئيري بغلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى مقتل عدد من الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الاثنين “ليست هناك مطالبة أكثر عدلا من مطالبة أقارب الأشخاص الذين قتلوا في حادث الرهائن في مستوطنة بئيري بالتحقيق في أعمال الجيش والحصول على إجابات بشأن ظروف وفاة أحبائهم”.
وأضافت “علاوة على ذلك، لا ينبغي للعائلات أن تتقدم بهذا الطلب بمفردها، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يقدم لهم وللجمهور تفسيرا لسلوكه يوم 7 أكتوبر أمام منزل بيسي كوهين”.
وكانت تقارير إعلامية محلية كشفت أن الجيش أطلق قذيفة دبابة على منزل عائلة إسرائيلية أثناء احتجازها من قبل مسلحين فلسطينيين يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى مقتل المسلحين و12 إسرائيليا.
وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى ضرورة التأكد من أن ما يسمى بروتوكول هانيبال -الذي ينص على ضرورة منع احتجاز الرهائن حتى على حساب إلحاق الأذى بهم- قد استخدم ضد الإسرائيليين المحتجزين رهائن في ذلك المنزل.
وهانيبال بروتوكول عسكري مثير للجدل يُنسب استخدامه إلى الجيش الإسرائيلي منذ اعتماده رسميا عام 2006 من خلال السماح للوحدات الميدانية بضرب الآسرين بالأسلحة الثقيلة حتى لو أدى ذلك إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين، لمنعهم من مغادرة موقع الحدث برفقة أسرى.
وعاد البروتوكول إلى الواجهة بعد أسر المقاومة الفلسطينية عشرات -بينهم عسكريون برتب رفيعة- في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتعود أول صياغة له إلى العام 1986، لكن صحيفة هآرتس أشارت إلى أن رئيس أركان الجيش السابق غادي أيزنكوت ألغاه في يونيو/حزيران 2016.
أسئلة بلا إجابات
وفي السياق، أوضحت هآرتس أنه يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يحقق وأن يقدم الإجابات الآن، فيما الحرب تجري على قدم وساق، لأن هذه الإجابات تتعلق بمصير الرهائن الـ136 الذين ما زالوا بعد 95 يوما أسرى لدى حماس في قطاع غزة.
وأضافت أن الاشتباه باستخدام الجيش بروتوكول هانيبال ضد الإسرائيليين الـ14 -الذين احتجزتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في منزل عائلة كوهين بمستوطنة بئيري- يستند إلى شهادة ياسمين بورات وهداس داغان الناجيتين الوحيدتين من الحادث.
ولفتت هآرتس إلى أن طلب العائلات من الجيش إجراء تحقيق شامل وشفاف في القرارات والإجراءات التي أدت إلى هذه النتيجة المأساوية ونشر نتائجه أولا للعائلات ثم للجمهور يستندان إلى ما قاله الجنرال باراك حيرام -الذي كان مسؤولا عن القتال في تلك المنطقة- في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وقالت هآرتس إن من حق الجمهور أن يعرف ما يلي “هل تصرف حيرام وفقا لقواعد الجيش الإسرائيلي وروحه؟ أم كان مخالفا لها؟ وهل روح بروتوكول هانيبال هي السائدة في الجيش الإسرائيلي خلال حربه على حماس؟”.
وأضافت أن الإجابات عن هذه الأسئلة حاسمة بالنسبة لما يحدث الآن، ولذلك فإن الجيش الإسرائيلي يدين لهم بالإجابات العامة فورا.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أطلقت المقاومة الفلسطينية -وفي مقدمتها حركة حماس- عملية طوفان الأقصى ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت حتى اليوم الاثنين 23 ألفا و84 شهيدا و58 ألفا و926 جريحا ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.