قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إنها مستعدة لإجراء مناظرة مع المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب. من جانبه، قال ترامب إنه لن يسمح بانتخاب هاريس، في حين أظهر استطلاع للرأي أجرته نيويورك تايمز وكلية سيينا أن المرشحة الرئاسية المحتملة عن الحزب الديمقراطي بدأت بتضييق الفجوة بينها وبين المرشح الجمهوري ترامب.
وأكدت هاريس (59 عاما) للصحفيين بشأن إجراء مناظرة مع ترامب “أنا جاهزة، فلنفعلها”.
وشنت هاريس هجوما لاذعا على ترامب وأنصاره الجمهوريين “المتطرفين” حينما كانت تلقي كلمة أمام نقابة للمعلمين أمس، في مسعى لحشد تأييد فئة أساسية من مؤيدي الحزب الديمقراطي لترشحها للانتخابات الرئاسية لإنزال الهزيمة بمنافسها الرئيس السابق.
وحذرت نائبة الرئيس الأميركي من السياسات التي يريد خصومها في الحزب الجمهوري بتنفيذها إذا فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية، وقالت في كلمة أمام المؤتمر السنوي للاتحاد الأميركي للمعلمين، إن الديمقراطيين يناضلون من أجل حماية الحريات التي تحققت بشق الأنفس بينما يهاجم من وصفتهم بالمتطرفين حرية العيش بأمان.
وأضافت “بينما تقومون بتدريس الطلاب عن الديمقراطية والحكومة التمثيلية، يهاجم المتطرفون حرية التصويت المقدسة. بينما تحاولون إنشاء أماكن آمنة ترحب بأطفالنا حيث يمكن أن يتعلموا، يهاجم المتطرفون حريتنا في العيش بأمان من العنف المسلح”.
وتابعت “لديهم الجرأة للطلب من المعلمين أن يحملوا مسدسا في الفصل الدراسي في حين يرفضون إقرار قوانين منطقية للرقابة على الأسلحة”.
وتمكنت هاريس، أول نائبة رئيس في الولايات المتحدة من استقطاب موجة كبيرة من الدعم من نقابات عمالية وأقليات عرقية منذ إعلان ترشحها مكان الرئيس جو بايدن.
في سياق متصل وافقت لجنة القواعد في الحزب الديمقراطي على خطة لترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس، مرشحة للحزب في الأول من أغسطس/آب المقبل عبر تصويت افتراضي من قبل مندوبي الحزب، بدل الانتظار إلى موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب في 19 من الشهر المقبل.
ونصت القواعد التي تم اعتمادها خلال اجتماع للحزب يوم الأربعاء، على ضرورة اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس قبل السابع من أغسطس/آب، حتى يكون الحزب حاضرا في بطاقة الاقتراع في ولاية أوهايو.
من جانبها قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إن هاريس قادرة على تحقيق النصر في الانتخابات القادمة. وخلال مؤتمر صحفي لمجموعة من المشرعين الديمقراطيين لإعلان دعمهم لهاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي، توعدت بيلوسي المرشح الجمهوري بالهزيمة، واصفة إياه بأنه مجرد متاجر يعقد الصفقات مع الشركات والأغنياء على حساب المواطنين الأميركيين حسب تعبيرها.
من ناحيته قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز إن الجمهوريين غير مؤهلين للحكم. وأضاف في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أن لا شعبية لأجندة الجمهوريين لدى الأميركيين ومرشحهم لنائب الرئيس ينهار. وأشار إلى أن نائبة الرئيس هاريس ستساعد الحزب الديمقراطي في كسب الناخبين المستقلين وتوجيههم في اتجاه الحزب.
ترامب: لن أسمح بفوز هاريس
في المقابل قال مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب إنه لن يسمح بانتخاب هاريس رئيسة لأميركا.
ودعا ترامب في مهرجان انتخابي في ولاية كارولينا الشمالية إلى منع الديمقراطيين من الاستمرار في تدمير البلاد على حد تعبيره، وتعهد بأن يكون رئيسا لكل الأميركيين. وأشار إلى أن بايدن انسحب من الانتخابات الرئاسية لأنه كان يخسر بشكل سيئ في استطلاعات الرأي.
يأتي ذلك بينما أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا لناخبين مسجلين أن ترامب متفوق على هاريس بواقع 48% مقابل 46%.
وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع الذي نُشرت نتائجه أمس الخميس وأُجري بين يومي 22 و24 يوليو/تموز 3.3 نقاط مئوية وشارك فيه 1142 ناخبا مسجلا.
كما أظهر استطلاع آخر أن أغلبية الناخبين الأميركيين الشباب يدعمون هاريس في السباق الانتخابي الرئاسي في مواجهة ترامب. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه موقع أكسيوس بعد انسحاب بايدن أن 60% من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما سيصوتون لهاريس مقابل 40% لترامب.
وهي زيادة بسبع نقاط عن بايدن المنسحب من السباق، والذي أشار استطلاع سابق إلى أن 53% من الناخبين من ذات الفئة العمرية سيصوتون له مقابل 47% لترامب.
وسعت حملة هاريس إلى تسليط الضوء على أول إعلان تلفزيوني لها أمس الخميس يتضمن أغنية بيونسيه “حرية”، محذرة من أن ترامب يشكل تهديدا لحقوق الأميركيين.
وتحت شعار “نختار الحرية”، تدعو هاريس الناخبين الأميركيين إلى الاتحاد ضد “مشروع 2025” الذي أعده العديد من مساعدي ترامب الحاليين والسابقين بهدف الترويج لمركزية السلطة في الرئاسة.
وحاول ترامب مؤخرا أن ينأى بنفسه عن البرنامج المؤلف من 900 صفحة والذي من شأنه إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية على صورته وإزالة الضوابط على سلطته وتطهير الإدارة بأكملها من المسؤولين غير الموالين له.
لكن مع ذلك، فإن البرنامج يتوافق بشكل وثيق مع العديد من السياسات التي قال ترامب وأقرب مستشاريه إنهم يريدون اتباعها.