لا تزال عاصمة هاييتي “بورت أو برنس” غارقة في أعمال عنف مرتبطة بالعصابات، وفي حين أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا إجلاء موظفين من سفارتيهما، حذرت مؤسسات أممية من تردي الأوضاع الإنسانية.
وتسيطر العصابات الإجرامية على القسم الأكبر من العاصمة وكذلك الطرق المؤدية إلى بقية أنحاء البلاد، وتهاجم مراكز الشرطة والسجون والمحاكم منذ أيام، في غياب رئيس الوزراء أرييل هنري الذي تطالبه العصابات بالاستقالة، مثلها مثل جزء من السكان.
ووفق آخر الأخبار، فقد تقطعت السبل بهنري في بورتوريكو الأميركية بعد رحلة إلى الخارج.
وفي مواجهة أعمال العنف، لجأ عشرات السكان إلى مقار إدارات عامة في العاصمة على أمل الاحتماء فيها.
وكان مسلحون هاجموا القصر الرئاسي ومقر شرطة العاصمة، بحسب ما أكد المنسق العام للاتحاد الوطني للشرطة لوكالة فرانس برس، مؤكدا مقتل عدد من المهاجمين.
إخلاء السفارات
وقالت السفارة الأميركية على موقع إكس إن “تزايد عنف العصابات في محيط السفارة الأميركية والمطار دفع وزارة الخارجية إلى اتخاذ ترتيبات للسماح بمغادرة موظفين إضافيين في السفارة”.
وجرت العملية التي قادها الجيش الأميركي ليلة الأحد بطائرات مروحية، وفق شهود في المكان.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن السفارة “مفتوحة لعمليات محدودة” مع تقليص عدد طاقمها.
وفي ذات السياق، غادر السفير الألماني والممثل الدائم في “بورت أو برنس”، إلى جمهورية الدومينيكان مع ممثلين عن بعثة الاتحاد الأوروبي”، مضيفا أنهم سيعملون من جمهورية الدومينيكان “حتى إشعار آخر”.
وكان مدير بعثة المنظمة الدولية للهجرة في هاييتي فيليب برانشات حذر السبت من أن سكان العاصمة يعيشون في عزلة، وليس لديهم مكان يذهبون إليه، مؤكدا أن “المدينة تحت الحصار”.
وأضاف لا يتمكن الأشخاص الذين يفرون من الاتصال بأفراد عائلاتهم وأصدقائهم الموجودين في بقية أنحاء البلاد بحثا عن ملجأ، فالعاصمة محاطة بالجماعات المسلحة والمخاطر.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة، هناك 362 ألف نازح -أكثر من نصفهم من الأطفال- حاليا في هاييتي، بزيادة 15% عن بداية العام.
وفي مواجهة أعمال العنف، دعت مجموعة الدول الكاريبية (كاريكوم) ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والأمم المتحدة إلى اجتماع الاثنين في جامايكا، للبحث في أعمال العنف وكيفية توفير المساعدة لهاييتي.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد أعلن السبت أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدّث مؤخرا مع الرئيس الكيني وليام روتو، وأشار إلى أن الرجلين شدّدا على الالتزام الراسخ بنشر بعثة الدعم الأمني المتعددة الجنسيات.
جوع محدق
في الأثناء، أغلقت الإدارات والمدارس، وتعطل عمل المطار والميناء، كما بات الحصول على الرعاية صعبا بعدما “تعرضت المستشفيات لهجوم من العصابات، واضطرت إلى إجلاء الطاقم الطبي والمرضى، بمن فيهم الأطفال حديثو الولادة”، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وأفاد المدير العام للهيئة الوطنية للموانئ جوسلان فيلييه عن وقوع عمليات نهب في الميناء.
وقد حذرت منظمة “ميرسي كور” غير الحكومية من المخاطر التي تهدد إمدادات سكان أفقر دولة في الأميركيتين.
وقالت “مع إغلاق المطار الدولي، فإن المساعدات القليلة المقدمة حاليا لهاييتي قد لا تصل بعد الآن”، مضيفة “إذا لم يعد بإمكاننا الوصول إلى هذه الحاويات، فسوف تعاني هاييتي من الجوع قريبا”.
بدورهم، حذّر العديد من ممثلي الأمم المتحدة في هاييتي من أنه “إذا استمر الشلل في منطقة العاصمة بورت أو برنس خلال الأسابيع المقبلة، فإن ما يقرب من 3 آلاف امرأة حامل معرضة لخطر عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية”.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد أولريكا ريتشاردسون إن “عددا كبيرا جدا من النساء والشابات في هاييتي يقعن ضحايا العنف العشوائي الذي ترتكبه العصابات المسلحة”، مؤكدة أن المنظمة الدولية “ملتزمة مواصلة تقديم المساعدة إليهن”.