تعرضت منطقة أوديسا وزاباروجيا الأوكرانيتين لهجوم صاروخي روسي عنيف في الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن على روسيا تهيئة مواطنيها لخسارة ما استولت عليه من أراض أوكرانية. وفي الأثناء اتهمت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية روسيا بعرقلة إيصال المساعدات إلى ضحايا تفجير سد كاخوفكا.
وأفادت الإدارة العسكرية في أوديسا جنوبي أوكرانيا أن المنطقة تتعرض لهجوم روسي والدفاعات الجوية تعمل في الأجواء لصدها، كما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية وقوع انفجارات بأوديسا ناجمة عن تعامل الدفاعات الجوية مع صواريخ قادمة من البحر الأسود.
من جهته أفاد مراسل الجزيرة بوقوع سلسلة انفجارات في مدينة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا بعد رصد إطلاق صواريخ من طراز “إس-300” على المدينة.
وكانت هيئة الأركان الأوكرانية قالت إن القوات الروسية نفذت خلال أمس الأحد أكثر من 40 غارة جوية و60 هجوما صاروخيا على مواقع أوكرانية ومناطق سكنية، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها صدت سلسلة هجمات أوكرانية كبيرة في 3 قطاعات في زاباروجيا
يأتي ذلك بينما احتدمت المعارك في الجبهة الجنوبية للبلاد مما كبد الطرفين خسائر كبيرة في الأرواح وفق تقارير استخباراتية غربية.
في الأثناء، سخر الرئيس الأوكراني زيلينسكي مما وصفها بالادعاءات الروسية بشأن تدمير منظومات باتريوت، وقال إن جميع منظومات الباتريوت تُسقط الصواريخ الروسية بأكبر قدر من الكفاءة ولم يتم تدمير أي منصة، مشيرا إلى أنه تم تدمير 36 صاروخا روسيا خلال الأيام السبعة الماضية وحدها.
وأضاف أن روسيا لن تفشل فقط في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية، بل ستفقد أيضا ما تحتله الآن، وعليها تهيئة مواطنيها لذلك.
وتابع زيلينسكي في بثه الليلي في كييف، أن القوات الأوكرانية تتقدم خطوة بخطوة نحو تحرير بلادها، مشيرا إلى أن أوكرانيا تتوقع تعهدات جديدة بالمساعدة العسكرية من حلفائها في الأيام القليلة المقبلة.
سد كاخوفكا
على صعيد آخر، اتهمت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا أمس الأحد روسيا بعرقلة إيصال المساعدات إلى ضحايا تفجير سد كاخوفكا في المناطق التي تسيطر عليها في الجنوب الأوكراني.
ودُمّر سد كاخوفكا الكهرمائي الواقع في منطقة خاضعة للسيطرة الروسية في خيرسون، في السادس من يونيو/حزيران الجاري، ما استدعى إجلاء آلاف السكان وأثار مخاوف من وقوع كارثة إنسانية وبيئية حيث عرّض محطة “زاباروجيا” للطاقة النووية للخطر، وهدد إمدادات مياه الشرب.
وقالت المنسقة دنيس براون في بيان إن “حكومة الاتحاد الروسي رفضت حتى الآن طلبنا الوصول إلى هذه المناطق الواقعة مؤقتا تحت سيطرتها العسكرية”، وحضّت السلطات الروسية على “التصرف وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
وكانت روسيا رفعت أول أمس السبت حصيلة ضحايا الفيضانات في المناطق التي تسيطر عليها في جنوب أوكرانيا إلى 29 قتيلا، في حين أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 16 شخصا وفقدان 31 آخرين جراء تلك الفيضانات.
السجناء المقاتلون
في غضون ذلك، قال رئيس مجموعة “فاغنر” اليوم الأحد إن نحو 32 ألف رجل تم تجنيدهم من السجون الروسية لتأدية الخدمة العسكرية في أوكرانيا قد عادوا إلى بلادهم، مؤكدا أنهم أوفوا بعقودهم، وتم نشرهم في العمليات القتالية.
وعبّر ناشطون في مجال حقوق الإنسان ونساء عن قلقهم من أن “الكثير من المجرمين -ومن بينهم قتلة ومجرمون آخرون في أعمال العنف- قد نالوا عفوا وعادوا للاندماج في المجتمع الروسي بشكل سابق لأوانه، لكن بريغوجين يعتبر أن الخدمة العسكرية برنامج تأهيلي اجتماعي كبير”.
وزعم بريغوجين -في رسالة صوتية نُشرت على قناته على تطبيق تليغرام- أن أولئك المُفرج عنهم ارتكبوا في المجمل 83 جريمة فقط. ويقل ذلك بمعدل 80 مرة عن الجرائم التي كان عادة يرتكبها أولئك المفرج عنهم بشكل دوري بعد قضاء فترة عقوبتهم.
مناورات الناتو
ويتزامن ذلك مع استعداد حلف شمال الأطلسي (ناتو) لإجراء مناورة جوية فوق الجناح الشرقي للحلف المحاذي لروسيا.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن مناورة جوية كبرى ستنطلق هذا الأسبوع تشمل مشاركة مقاتلات تحلق فوق الجناح الشرقي للحلف. وطبقا لخطط المناورة، فقد طلب شركاء الحلف الشرقيون إرسال مثل هذه الإشارة “بالتأمين والتكاتف العسكري”.
وكان الناتو بدأ الاثنين الماضي سلسلة من أكبر مناوراته الجوية بتنسيق من ألمانيا، سماها “إير ديفندر 23″، وتهدف إلى إظهار وحدة أعضائه أمام التهديدات المحتملة، لا سيما من روسيا، وتشمل المناورات تدريبات في أجواء ألمانيا والتشيك وإستونيا ولاتفيا.
ويستمر تدريب “إير ديفندر 23” حتى 23 يونيو/حزيران الجاري، وسيضم نحو 250 طائرة عسكرية من 25 دولة عضو وحليف لحلف شمال الأطلسي، منها اليابان والسويد المرشحة للانضمام إلى التحالف العسكري الأكبر في العالم.