نفت واشنطن أن تكون أوكرانيا ضالعة في الهجوم المسلح الذي أوقع عشرات القتلى في صالة حفلات موسيقية بإحدى ضواحي موسكو أول أمس الجمعة، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يحاول تحميل بلاده مسؤولية الهجوم و”سيستخدم الوضع لصالحه”.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون إن تنظيم الدولة الإسلامية -الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم- يتحمل بمفرده المسؤولية.
وذكرت واتسون -في بيان- أن الحكومة الأميركية شاركت في وقت مبكر هذا الشهر معلومات مع روسيا عن هجوم مزمع في موسكو، وأصدرت أيضا نصائح عامة للأميركيين في روسيا في 7 مارس/آذار الجاري.
وأضافت “يتحمل تنظيم الدولة الإسلامية بمفرده المسؤولية عن هذا الهجوم، ولا يوجد أي تورط أوكراني على الإطلاق”.
استغلال الوضع
بدوره، قال زيلينسكي إن بوتين يحاول تحميل أوكرانيا مسؤولية الهجوم “الإرهابي” في موسكو.
وشدد زيلينسكي -في خطاب وجهه للشعب الأوكراني عبر منصات التواصل- على أن الرئيس والمسؤولين الروس يحاولون تحميل بلاده مسؤولية الهجوم، وهي خطوة مشابهة لمحاولات سابقة، قائلا إن “(الروس) يستخدمون الأساليب نفسها دائما”، على حد قوله.
كما اتهم زيلينسكي الجيش الروسي بتنفيذ “أعمال إرهابية” ضد أوكرانيا، قائلا “لقد دفعوا بمئات الآلاف من الإرهابيين إلى الأراضي الأوكرانية، وهم يقاتلون ضدنا ولا يهتمون بما يحدث في بلادهم”.
واعتبر الرئيس الأوكراني أن نظيره الروسي يريد إلصاق الهجوم بأوكرانيا بدلا من الاهتمام بالمواطنين الروس ومخاطبتهم، مضيفا أن بوتين “سيستخدم الوضع لصالحه طالما أن الشعب الروسي لا يحمّله المسؤولية عن الجنود الروس القتلى في أوكرانيا”.
وكان بوتين قد توعد في وقت سابق بمحاسبة جميع المسؤولين عن الهجوم المميت، واصفا إياه بأنه “عمل إرهابي همجي”.
وقال بوتين -في خطاب متلفز- إن المسلحين الأربعة الذين نفذوا الهجوم على صالة كروكوس في ضاحية كراسنوغورسك شمالي غربي العاصمة قد اعتقلوا قبل أن يتمكنوا من عبور الحدود إلى أوكرانيا.
وتابع “كانوا متجهين نحو أوكرانيا حيث كانت لديهم وسيلة لعبور الحدود، وفقا لمعلومات أولية”.
وأضاف بوتين “سنحدد هوية كل من وقف وراء الإرهابيين وكل من أعد الهجوم”، وتابع “سيواجهون مصيرا لا يحسدون عليه”.
وأمس السبت، قالت لجنة التحقيقات الروسية -نقلا عن بيانات أولية- إن ما لا يقل عن 143 قتلوا في الهجوم، ولفتت إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، كما أصيب نحو 152 شخصا.
وأشارت إلى أن المشتبه فيهم اعتقلوا في مقاطعة بريانسك الروسية قرب الحدود الأوكرانية، وتم اعتقال 11 شخصا، بينهم 4 يشتبه في أنهم المنفذون.
وقال جهاز الأمن الفدرالي إن المشتبه في تنفيذهم الهجوم خططوا لعبور الحدود، وكانوا على تواصل مع أشخاص على الجانب الأوكراني.
كييف تنفي
بدورها، نفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم، كما نفت وحدة من المقاتلين الموالين لكييف الذين كانوا نفذوا في الآونة الأخيرة عمليات توغل مسلحة داخل الأراضي الروسية أي مسؤولية لهم.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك في منشور على منصة إكس إن “الروايات التي تقدمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة”.
وذهبت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إلى حد اتهام الكرملين وأجهزته الخاصة بتدبير الهجوم لإلقاء اللوم على أوكرانيا وتبرير “تصعيد” الحرب.
كما نفى مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي وجود أي “مؤشرات على تورط أوكرانيا” في الهجوم.
وقال كيربي في تصريحات أدلى بها أول أمس الجمعة إنه من السابق لأوانه إجراء أي تقييم، لكن “لا يوجد حاليا أي مؤشر على تورط أوكرانيا أو الأوكرانيين في هذا الهجوم، حيث إن الأخبار لا تزال جديدة للغاية”.
فيديو لتنظيم الدولة
وعلى صعيد آخر، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية -حسب وكالة الصحافة الفرنسية- شريط فيديو صوّره على ما يبدو منفذو الهجوم، وفق ما أفاد موقع “سايت” المتخصص في رصد مواقع التنظيمات المسلحة.
ويظهر الفيديو -البالغة مدته دقيقة و31 ثانية- عددا من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مشوشة وهم يمسكون بنادق هجومية وسكاكين داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية “كروكوس سيتي هول” في كراسنوغورسك شمال غربي موسكو.
وبينما كان المسلحون يطلقون رشقات نارية شوهد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية.