التقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، اليوم الثلاثاء، الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، وذلك في خضم احتجاجات غير مسبوقة تشهدها تل أبيب ضد خطة التعديلات القضائية التي تسعى الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو إلى إقرارها.
وأكد هرتسوغ -خلال اللقاء- أن إسرائيل تخوض “نقاشا مجتمعيا ساخنا لكن ديمقراطيتها قوية ومتينة”.
وعقب اللقاء، قال الرئيس الإسرائيلي إنه ناقش مع الرئيس الأميركي عدة قضايا، من بينها “التهديد النووي الإيراني والوضع الداخلي في إسرائيل”.
ويزور هرتسوغ واشنطن في وقت يستعد فيه المشرعون الإسرائيليون، بدعم من الائتلاف اليميني الحاكم بزعامة نتنياهو، لإقرار مشاريع قوانين تقول المعارضة إنها تحوّل إسرائيل إلى “دكتاتورية”.
مقاطعة خطاب هرتسوغ في الكونغرس
في الأثناء، قال عدد من الأعضاء الديمقراطيين بالكونغرس الأميركي إنهم لن يحضروا جلسة الكونغرس التي يلقي الرئيس الإسرائيلي كلمة فيها، متذرعين بحجج من بينها سجل حقوق الإنسان لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وكتبت إلهان عمر العضو بمجلس النواب في الكونغرس الأميركي -على تويتر- إن حضور جلسة الخطاب غدا الأربعاء، بالنسبة لها أمر في حكم “المستحيل”.
Israeli President Isaac Herzog’s address comes on behalf of the most right wing government in Israel’s history, at a time when the government is openly promising to “crush” Palestinian hopes of statehood—essentially putting a nail in the coffin of peace and a two-state solution.
— Ilhan Omar (@IlhanMN) July 13, 2023
وأضافت إلهان عمر أن “خطاب الرئيس الإسرائيلي هو نيابة عن الحكومة صاحبة أقوى النزعات اليمينية في تاريخ إسرائيل”، مضيفة أنه يأتي في وقت تتعهد فيه الحكومة الإسرائيلية “على الملأ بسحق آمال الفلسطينيين في إقامة دولة، وهو ما يدق بشكل أساسي مسمارا في نعش السلام وحل الدولتين”.
كما أكدت رشيدة طليب أول عضو من أصل فلسطيني في مجلس النواب الأميركي -على تويتر- أنها ستقاطع كلمة هرتسوغ.
In solidarity with the Palestinian people and all those who have been harmed by Israel’s apartheid government, I will be boycotting President Herzog’s joint address to Congress.
I urge all Members of Congress who stand for human rights for all to join me. #BoycottApartheid pic.twitter.com/2ixUdCT1Kq
— Congresswoman Rashida Tlaib (@RepRashida) July 17, 2023
ووقفت رشيدة طليب وهي تحمل لافتة كتب عليها “قاطعوا الفصل العنصري” على درجات مقر الكونغرس.
كذلك قال جمال بومان عضو مجلس النواب الأميركي، -في بيان- إنه لن يحضر أيضا الجلسة. أما النائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز فأعلنت أيضا أنها لا تعتزم حضور الخطاب. وقال أحد معاوني كورتيز إنها تشارك كثيرا من زملائها مخاوفهم.
في المقابل، انتقد الزعماء الجمهوريون في مجلس النواب موقف الديمقراطيين، وقرروا تحديد موعد للتصويت على قرار يعبر عن دعم الكونغرس لإسرائيل.
نتنياهو ينفي تعهده بتجميد الاستيطان
وعلى صعيد آخر، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي -اليوم الثلاثاء- أن يكون تعهد للرئيس الأميركي بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية حتى نهاية العام الجاري.
وفي وقت سابق الثلاثاء، ذكر موقع “والا” (WALLA) الإسرائيلي، أن نتنياهو تعهد لبايدن -خلال مكالمة هاتفية- بتجميد البناء في المستوطنات حتى نهاية 2023.
وردا على ذلك، قال مكتب نتنياهو -في بيان مقتضب- “خلافا للتقارير، لم ولن يكون هناك تجميد للبناء في المستوطنات”.
وصادقت حكومة اليمين بقيادة نتنياهو خلال 7 أشهر فقط، على بناء 13 ألف وحدة استيطانية بالضفة، وفق بيان سابق للخارجية الفلسطينية في 22 يونيو/حزيران الماضي.
وقوبل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بانتقادات دولية متصاعدة، حيث يرفضه المجتمع الدولي ويعتبره غير شرعي.
وأمس الاثنين، تلقى نتنياهو اتصالا هاتفيا من بايدن، هو الأول منذ 4 أشهر على وقع خلافات بين الجانبين بما في ذلك حول التوسع الاستيطاني وخطة “إصلاح القضاء” التي تمضي الحكومة الإسرائيلية قدما في تنفيذها رغم رفض المعارضة التي تعتبرها “انقلابا سلطويا”.
ودعا بايدن نتنياهو لزيارة واشنطن للمرة الأولى منذ أداء الحكومة الإسرائيلية اليمين الدستورية أواخر العام الماضي.