في تقييمهما لأدائها في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية، يؤكد خبيران عسكريان أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تنفذ عمليات ذات أهمية كبيرة جدا، مستفيدة من نقاط ضعف جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يستنزف.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تستخدم تكتيكات مرنة غير تقليدية توقع خسائر كبيرة بجيش الاحتلال.
وبحسب الصمادي، تقوم المقاومة بتنفيذ التكتيكات المرنة بشكل ديناميكي، وتعتمد على أساليب الكر وافر، ومؤخرا تستخدم الكمائن والعبوات وتنفذها بطريقة احترافية، مما مكنها من إيقاع ضربات مفاجئة وموجعة لجيش الاحتلال.
وباتت المقاومة تتمتع بقدرة عالية في عمليات الاستطلاع والرصد والمراقبة، واستخدام الطائرات المسيّرة في عمليات التصوير والمراقبة، وقال اللواء الصمادي إنها تركز على نقاط ضعف جيش الاحتلال، حيث تقوم باستدراج قواته واستنزافها في المعدات والأفراد، وتؤثر على معنوياته.
ويؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن التنسيق بين فصائل المقاومة جعلها تضيف بعدا احترافيا في تنفيذ العمليات التي تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبسبب أداء المقاومة، يصاب جيش الاحتلال بحالة سعار ويقوم بقتل وترويع الفلسطينيين، ويحاول دفع الناس في غزة إلى الهجرة الطوعية، بعد تجفيف منابع الحياة في القطاع المحاصر، وهو ما يدخل ضمن المخطط الشمولي للاحتلال.
وأشار اللواء الصمادي إلى تآكل ما اسماها النجاحات التكتيكية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهناك حالة استنزاف وخسائر كبيرة في الآليات والوحدات المدرعة.
استنزاف جيش الاحتلال
ومن جهته، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن فصائل المقاومة تعمل وفق إستراتيجية تعتمد على مجاميع صغيرة تقوم بالتنقل بين المناطق كي تنفذ عمليات توقع خسائر بقوات الاحتلال.
ووصف العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة بأنها ذات أهمية كبيرة جدا، لأن تستنزف قدرات جيش الاحتلال بشكل كبير، وتثبت أن الحسم العسكري ليس بمقدور هذا الجيش تحقيقه، وأن المقاومة قادرة على الاستمرار في المعركة خلال الفترة القادمة.
وفي المقابل، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي -يتابع العقيد الفلاحي- يفتقد إلى القدرات العسكرية التي تمكنه من القتال في المناطق المبنية، ويفتقد للخبرة ودقة المعلومة، ويستند إلى التدمير الممنهج في عمليات التوغل التي يقوم بها.