بعد مرور أكثر من عام على انطلاقها بات واضحا أن العملية العسكرية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية أثرت على جميع جوانب الحياة في روسيا، بما في ذلك التعاون العسكري بينها وبين الدول الأخرى، بحسب ما أكده تقرير لصحيفة “بروفايل” الروسية.
وذكر التقرير أن التكتم على مسألة التعاون العسكري مستمر منذ عدة سنوات وذلك لحماية مصالح روسيا.
وأشار إلى أن هذا التكتم الكبير يعود بالأساس إلى تشديد الولايات المتحدة الأميركية المستمر لسياسة العقوبات، وهي التي سبق لها أن أصدرت عام 2017 قانون مكافحة أعداء أميركا، والذي يسمح بفرض عقوبات ثانوية ضد الدول وكذلك الكيانات القانونية أو الأفراد الذين يشترون الأسلحة من روسيا.
ضغوط
واستشهد التقرير بالضغوط التي مورست على كل من تركيا بعد إعلانها نيتها شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسي من طراز “إس-400” (S-400)، وعلى الهند بغية إقناعها بالتخلي عن شراء النظام ذاته، وذلك إلى جانب ضم وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو إلى قائمة الجزاءات المتعلقة بعقود شراء طائرات مقاتلة من طراز “سو-35” (SU-35) وأنظمة الدفاع الجوي الروسي من طراز “إس-400”.
ورأى التقرير أنه رغم تأثير هذا القانون سلبا على وضع السلاح الروسي في سوق الأسلحة العالمي منذ 2017 فإنه ساعد موسكو على التكيف مع الأحداث التي واجهتها صناعة الدفاع الروسية والتعاون العسكري التقني في عام 2022 بعد اندلاع الحرب على أوكرانيا.
وأضاف أن المعدات الروسية اجتازت الاختبار الأكثر صعوبة بنجاح بعد أن ظهرت فاعليتها التي تخول مقارنتها بالنماذج الغربية الرائدة من حيث تأثيرها وخصائصها الدفاعية.
خبرة
وأكد تقرير “بروفايل” أن مطوري الأسلحة الروس اكتسبوا خبرة عملية واسعة بعد اندلاع حرب أوكرانيا، حيث تم خلال العام الماضي إدخال تعديلات جديدة مثلا على دبابات “تي-72 بي” (T-72 B)، فضلا عن بندقية هجومية من طراز “إيه كيه 12” (AK12)، وقد شملت التعديلات مجال صنع الطائرات المقاتلة، فضلا عن إدخال أنواع جديدة من الأسلحة في سلسلة الإنتاج.
وسرعت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا -يتابع التقرير- إنتاج أسلحة جديدة، بينها ذخائر “زالا لانسيت” و”زالا كوب بلا”، والمسيّرات من طراز “كرونشتات أوريون”، والصاروخ الموجه الخفيف متعدد الأغراض 305، ومنظومة الدفاع الجوي “إس-350 فيتياز” وعدد من الأنظمة الأخرى، وهو ما أثر إيجابا على الصادرات.
ونقل التقرير عن ألكسندر ميخيف الرئيس التنفيذي لشركة “روس أوبورون إكسبورت” قوله إنه في عام 2022 قدمت الشركة 15 نوعا جديدا من المنتجات العسكرية لجميع أنواع القوات المسلحة وفروع الخدمة في سوق الأسلحة العالمي، مؤكدا ظهور مسيّرات جديدة ومعدات مضادة لها.
الصناعة لم تتوقف
وأكد أنه على الرغم من الصعوبات المرتبطة بتدهور الخدمات اللوجستية وانفصال البنوك الروسية عن نظام سويفت فإن تصدير المعدات المصنعة لم يتوقف.
وأفادت “بروفايل” بأن مدير المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي ديمتري شوغاييف ذكر في فبراير/شباط الماضي أن روسيا تواصل الوفاء بجميع التزاماتها.
ومن المقرر تسليم أنظمة الدفاع الجوي “إس-400” هذا العام إلى الهند، ومروحية “إنسات” إلى زيمبابوي، وكذلك طائرات التدريب القتالية “إل-39” (L-39) إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.
وأشار التقرير إلى أن المشترين الرئيسيين للأسلحة الروسية لم يديروا ظهورهم لموسكو، وأن آفاق التعاون العسكري تعتمد على توقيت انتهاء العملية العسكرية وصيغة الاتفاق مع أوكرانيا.
وشدد على قدرة صناعة الدفاع الروسية على تقديم أسلحة حديثة إلى الأسواق العالمية بناء على تجربة الاستخدام القتالي الحقيقي وقدرتها على مواجهة الأنظمة الغربية الحديثة.