قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنها حزب الله على إسرائيل تكشف عن تناقض صارخ بين تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وحقيقة الوضع على الأرض.
جاء ذلك في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 105 صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا على دفعتين، في حين أعلن حزب الله أنه قصف مدينة حيفا والكريوت برشقة صاروخية كبيرة.
وأضاف العميد جوني في تحليل للمشهد العسكري “الواضح أن المسؤولين الإسرائيليين كذبوا مرارا على جمهورهم عندما ادعوا أنهم دمروا القدرة الصاروخية لحزب الله”.
ولفت إلى تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنهم دمروا 6 آلاف صاروخ لحزب الله، ومع ذلك وبعد إعلانهم عن هذا التدمير المزعوم استمرت صواريخ حزب الله في الانطلاق وإصابة أهدافها بدقة، بحسب جوني.
وأكد الخبير العسكري أن استمرار الهجمات الصاروخية وتطور مستواها يؤكدان أن القدرة الصاروخية لحزب الله لا تزال موجودة في مخابئها بباطن الجبال وجاهزة للإطلاق حين تحين اللحظة المناسبة والمتناسبة مع المناورة التي تعتمدها قيادة الحزب وخطتها الإستراتيجية.
توازن عسكري
وأضاف العميد جوني “هذه نقطة بالغة الأهمية، لأن قوة حزب الله في إقامة توازن عسكري في هذا الموضوع، وهو الاستمرار في إطلاق الصواريخ وفقا للخطة المعتمدة”.
وتطرق الخبير العسكري إلى جوانب ميدانية أخرى تتعلق بسير العمليات على المستويين التكتيكي والإستراتيجي، مشيرا إلى خطاب نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، والذي أكد أن الحزب “سيطال العدو في الزمان والمكان الذي يقرره وفقا للخطة العسكرية الميدانية”.
وربط العميد جوني الهجوم الصاروخي الأخير بانتهاء كلمة قاسم، مشيرا إلى أن هذا الهجوم يأتي للتأكيد على ما ورد في كلمته من توسع في مديات الصواريخ والطائرات المسيرة، مضيفا “هذا الهجوم الصاروخي يؤكد على أن الخطة تسير وفقا لما هو معد من قبل حزب الله”.
وأوضح أن البطء النسبي الإستراتيجي في الرد العسكري أو في استخدام الأسلحة الثقيلة يعود إلى مقتضيات الخطة وليس لأي أمر آخر.
وفي إشارة إلى التطورات الأخيرة، لفت العميد جوني الانتباه إلى الأيام العشرة الماضية، إذ تم توسيع مديات الصواريخ والطائرات المسيرة في المواجهة، وأكد على ثبات الهدف الإستراتيجي للحرب وهو منع عودة المستوطنين الإسرائيليين، بل وزيادة عدد المهجرين.
وفيما يتعلق بالقيادة والسيطرة، أشار الخبير العسكري إلى استمرارية التعليمات والخطط بين القائد وبديله وجنوده، مؤكدا أن ذلك لم يترك فراغا في القيادة رغم الضربات الإسرائيلية.