قالت صحيفة واشنطن بوست إنها حصلت على صور طائرة مسيرة تعود للصحفي مصطفي ثريا الذي قتلته القوات الإسرائيلية مع زميله حمزة الدحدوح (نجل وائل الدحدوح مدير مكتب الجزيرة في غزة) في السابع من يناير/كانون الثاني الماضي، مؤكدة أن الصور تثير تساؤلات بشأن التبرير الإسرائيلي لقتل الصحفيين.
وأشارت الصحيفة إلى أنها أجرت مقابلات مع 14 شاهدا ومع وزملاء حمزة ومصطفى ولم تجد أي مؤشر على أن أيا منهما كان ضالعا بأي نشاط غير مرتبط بعمله الصحفي في يوم الاغتيال.
كما لفتت إلى أن صور المسيرة لا تظهر أي جنود أو معدات عسكرية إسرائيلية رغم زعم إسرائيل استهداف “إرهابي” كان يشغل طائرة تشكل تهديدا للجيش الإسرائيلي.
وقالت إنها كلفت خبيرين بمراجعة صور أقمار صناعية التقطتها شركة “بلانيت لاب” وشركة آيرباص في 7 يناير/كانون الثاني قرب مكان إطلاق مسيرة مصطفى ثريا، ولم يعثرا على أي دليل لانتشار عسكري أو نشاط مسلح في المنطقة خلال ذلك اليوم.
وأضافت أن الصحفييْن حمزة ومصطفى عبرا نقاط تفتيش إسرائيلية في طريقهما إلى جنوب غزة من شمالها في الأيام الأولى من بدء الحرب على القطاع.
كما ذكرت أن حمزة الدحدوح كان قد حصل قبل استهدافه من قبل إسرائيل على موافقة لمغادرة غزة، وهو “امتياز نادر” لا يُمنح لمسلحين.
ونقلت الصحيفة عن المقررة الأممية للحق في حرية التعبير إيرين خان قولها إنه على إسرائيل التحقيق في مقتل الصحفيين حمزة ومصطفى، وإنه لا يكفي أن تقول تل أبيب إنها اشتبهت بالصحفيين فقتلتهما.
إسرائيل تعترف
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد اعترف باستهدافه سيارة الزميل الصحفي حمزة الدحدوح وزميله مصطفى ثريا أثناء أدائهما مهمة صحفية في رفح جنوب القطاع، بزعم أنهما “عنصران إرهابيان”.
وادعى جيش الاحتلال أن الصحفيين كانا يسيّران طائرات بدون طيار بطريقة شكلت خطرا على القوات الإسرائيلية قبل وقوع الغارة التي تسببت في استشهادهما.
كما زعم أن الدحدوح الابن عنصر في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وأن ثريا عنصر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مدعيا أنه “عثر على وثائق بأرض القتال بغزة” تشير إلى الهياكل التنظيمية للفصائل الفلسطينية وورد فيها اسمي هذين الصحفيين.
وعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف الزميل الدحدوح الأب وعائلته بشكل ممنهج منذ بدء الحرب على غزة، فاستشهدت زوجته وابنه وابنته وحفيده في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كما تم استهدافه وزميله المصور الشهيد سامر أبو دقة في ديسمبر/كانون الأول 2023.