قالت صحيفة واشنطن بوست إن مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز وصل إلى قطر يوم الثلاثاء لعقد اجتماعات مع رئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد بارنيا ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بهدف التوسط في صفقة رهائن كبيرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويسعى بيرنز إلى توسيع نطاق تركيز المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس بشأن المحتجزين، لتشمل إضافة إلى النساء والأطفال، إطلاق سراح الرجال والعسكريين أيضا، ويضغط كذلك من أجل إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين لدى حماس، وهم 8 أو 9، حسب مسؤولين أميركيين.
وقال مسؤول أميركي إن “بيرنز سافر سرا إلى الدوحة لعقد اجتماعات تتعلق باستمرار المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن الأسرى”، وقد اختاره الرئيس جو بايدن بسبب علاقاته الواسعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة داخل جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد، حيث “يستمعون إليه ويحترمونه بشدة”، حسب مصدر مطلع.
وقال الباحث الإسرائيلي في معهد بروكينغز ناتان ساكس، “إن ديفيد بارنيا هو الشخص الإسرائيلي الرئيسي في هذه المفاوضات، لأنه الشخص المخول بالتحدث نيابة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خاصة أن وزيرة الاستخبارات جيلا غملئيل ووزير الخارجية إيلي كوهين، خارج دائرة ثقة نتنياهو، مما يجعل اجتماعات بيرنز مع نظيره نقطة محورية لعقد الصفقات”.
هدنة أطول
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين يطالبون بهدنة أطول لإطلاق سراح المحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ولكن إسرائيل لا تقبل بأكثر من 10 أيام قبل استئناف العمليات العسكرية، بعد أن كرر نتنياهو تعهده بالعودة إلى القتال قائلا “سوف نعود بكل قوة لتحقيق أهدافنا، القضاء على حماس وضمان عدم عودة غزة إلى ما كانت عليه”.
ومع ذلك قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات إن إسرائيل تبقى منفتحة على مقترحات إشراك الرجال والعسكريين في عمليات إطلاق سراح الرهائن، لكنها تصر على إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء المدنيين المتبقين قبل إبرام أي صفقات إضافية، وقد أطلق حتى يوم الثلاثاء سراح 61 محتجزا إسرائيليا مقابل 180 امرأة وطفلا فلسطينيا.
وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إن أحد أهداف بيرنز في قطر هو استكشاف نوع التنسيق أو الآلية التي يمكن وضعها لتأمين تدفق المساعدات خارج إطار مفاوضات المحتجزين، لأن واشنطن قلقة من تعثر تسليم المساعدات إذا فشلت حماس وإسرائيل في التفاوض، خاصة أن جميع الأطراف متفقة على أن تدفق المساعدات إلى غزة ليس كافيا، وهو ما يعزوه المسؤولون الأميركيون إلى القضايا الأمنية واللوجستية التي لا تسمح بمرور أكثر من 200 شاحنة يوميا.