أعربت الولايات المتحدة عن تأييدها التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة مع سوريا، واعتبرته دفاعا عن النفس، وسط قلق أممي مما اعتبرته انتهاكا لسيادة هذا البلد.
فقد قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل دخلت المنطقة العازلة مع سوريا، لأنها كانت قلقة من سيطرة مجموعات متطرفة عليها.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن ما وصفه بتوغل إسرائيل في المنطقة العازلة بسوريا منطقي ومتوافق مع حق الدفاع عن النفس.
وقال سوليفان -في مؤتمر صحفي في تل أبيب عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو– “ما تفعله إسرائيل هو محاولة تحديد التهديدات المحتملة -سواء كانت تقليدية أو أسلحة دمار شامل- التي قد تهدد إسرائيل، وتهدد آخرين أيضا بصراحة”.
وأضاف أن الوضع في سوريا يمثل مجموعة من المخاطر “بما في ذلك احتمال حدوث انقسام في تلك الدولة”.
وتابع سوليفان أن الفراغ في السلطة قد يفسح المجال أمام نمو “جماعات إرهابية”، وذكر أن السلطة الجديدة في دمشق قد تكون معادية لجيرانها، بما في ذلك إسرائيل.
وتنقل إسرائيل منذ الانهيار المفاجئ لحكومة بشار الأسد في مطلع الأسبوع قوات إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، كما تنفذ مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة الجيش السوري وعتاده.
وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان بلدة الحميدية بمحافظة القنيطرة إخلاءها بحسب ما نُقل عن أهالي البلدة.
قلق أممي
لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن “قلقه البالغ” حيال “الانتهاكات الكبيرة” لسيادة سوريا ووحدة أراضيها والضربات الإسرائيلية في هذا البلد، وفق ما افاد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش أمس الخميس.
وقال دوجاريك إن غوتيريش “قلق بشدة للانتهاكات الأخيرة الكبيرة لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، إن الأمين العام قلق خصوصا لمئات الضربات الاسرائيلية في أماكن عدة بسوريا”، مؤكدا “الحاجة الملحة إلى نزع فتيل التصعيد على كل الجبهات في مختلف أنحاء سوريا”.
وأكد غوتيريش أن اتفاقية عام 1974 لا تزال سارية، وفق ما نقله عنه دوجاريك، ودعا كافة الأطراف إلى الامتثال لمسؤولياتهم بموجب الاتفاقية.
كما طالب غوتيريش بوقف إطلاق النار وتجنب الخطوات التي من شأنها زعزعة الاستقرار في مرتفعات الجولان.
ونددت دول -منها فرنسا والإمارات- بالخطوة التي اتخذتها إسرائيل لدخول المنطقة العازلة، لكن سوليفان قال إن الولايات المتحدة تتوقع بدرجة كبيرة أن تكون هذه الخطوة مؤقتة.
وقالت إسرائيل إن توغلها في المنطقة العازلة واستيلاءها على مناطق إستراتيجية في جبل الشيخ المطل على دمشق إجراء مؤقت ومحدود لضمان أمنها.
وقال نتنياهو إن انهيار حكومة الأسد يعني عدم وجود سلطة لتطبيق اتفاقية فض الاشتباك التي أدت إلى إنشاء المنطقة العازلة بعد حرب عام 1973، وإن إسرائيل ستبقى هناك فقط حتى يتم التوصل إلى ترتيب مناسب.