دعت الإدارة الأميركية إسرائيل إلى عدم تكرار ما فعلته بشمال قطاع غزة -من تشريد المدنيين واستهداف البنية التحتية- في جنوب القطاع، كما أعلنت إرسال 3 طائرات عسكرية محملة بالمساعدات الإنسانية.
وقال مسؤولون أميركيون -في مؤتمر صحفي عبر الهاتف- إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بهذه الرسالة عبر مستويات عدة، وصولا إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.
وصرح أحد المسؤولين قائلا: “شددنا على ذلك بلغة واضحة جدا مع حكومة إسرائيل. من المهم جدا أن تراعي الحملة الإسرائيلية عندما تنتقل إلى الجنوب -بكل السبل- ألا تؤدي إلى عمليات نزوح كبيرة أخرى للسكان”.
وتابع “لا يمكن أن يتكرر في الجنوب حجم النزوح الذي حدث في الشمال. سيكون الأمر أكثر من فوضوي، وسيفوق قدرة أي منظومة دعم إنساني. لا يمكن أن يحدث ذلك”.
وأضاف أنه يجب على الهجوم الإسرائيلي أن يتجنب استهداف البنية التحتية، مثل محطات الكهرباء والمياه والمواقع الإنسانية والمستشفيات، في جنوب قطاع غزة ووسطه.
وقال إن الإسرائيليين تقبلوا ضرورة القيام بنوع مختلف من الحملات في الجنوب، حسب وصفه.
في الوقت نفسه، صرح مسؤول أميركي آخر بأن واشنطن ترغب في تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لأطول فترة ممكنة.
ويشهد قطاع غزة منذ صباح يوم الجمعة الماضي، هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 4 أيام وأُعلن تمديدها ليومين إضافيين، تتضمن تبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بموجب وساطة دولة قطر بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة.
خطط الإغاثة
وفي ما يتعلق بجهود الإغاثة، ذكر المسؤول أن 3 طائرات عسكرية أميركية تحمل مساعدات إنسانية ضرورية لغزة قد هبطت في شمال سيناء اليوم الثلاثاء، ومن المقرر وصول طائرتين أخريين خلال الأيام المقبلة.
وتنقل الطائرات مواد طبية ومساعدات غذائية ومستلزمات للشتاء ستقوم الأمم المتحدة بتوصيلها إلى غزة.
وذكر المسؤولون الأميركيون أن 240 شاحنة تنقل المساعدات لغزة يوميا، لكن هذا لا يكفي لتلبية الاحتياجات هناك.
وأضافوا أن هناك حاجة للتحول إلى نظام يسمح بإدخال ما يصل إلى 400 شاحنة يوميا، وأشاروا إلى أن الجانب الأميركي يناقش هذا الأمر مع إسرائيل.
وقال أحد المسؤولين “لتوفير هذه الكميات من المساعدات، ستكون هناك حاجة إلى زيادة إجراءات التفتيش وتشديدها، وإلى تعاقدات تجارية من داخل غزة لاستقبال الشاحنات القادمة من مصر”.
وأضاف “نتمنى بعد انتهاء هذه الهدنة أن تكون هناك مرحلة ثانية من البرنامج الإنساني”.
ومنذ إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.